الكاتب: كمال شوماني
المصدر: مجلة “ذا نيو لاين مغازين” / كمال جوماني، نُشر في 16 كانون الثاني 2025.
في الوقت الذي تحاول فيه دمشق بناء ديمقراطية مستقرة من بين أنقاض الحرب، فإن تجربة العراق تقدم لنا طريقا للمضي قدماً في مسار الديموقراطية.
لقد أدى الانهيار المفاجئ لنظام الأسد في سوريا إلى فتح فصل جديد غير مسبوق في تاريخ البلاد الحديث، وهو حدث قوبل بفرح من قبل معظم السوريين. ولأول مرة منذ أجيال، أُتيحت الفرصة للسوريين، الذين عانوا من اختناق نظام استبدادي دام نحو ستة عقود، لتقرير مصيرهم وبناء نظام سياسي جديد يمتلك القدرة على تمثيل جميع فئات المجتمع.
مع ذلك، ورغم صعوبة الحرب الوحشية التي استمرت لأكثر من عقد للإطاحة بنظام الأسد، قد تكون هذه المرحلة الجديدة أكثر تعقيداً. إن تشكيل دولة جديدة من أنقاض الحرب الأهلية يمثل مهمة شاقة حتى في أفضل الظروف.
تواجه سوريا، التي دُمِّر اقتصادها ونسيجها الاجتماعي وبنيتها التحتية بشكل كامل على مدى العقد الماضي، مجتمعاً دولياً متشككاً، حيث تتأرجح القوى العالمية والإقليمية بين الحذر والعداء تجاه النظام الجديد، معبرةً عن شكوك عميقة تجاه قادته الحاليين.
في سياق هذا المنهاج، يمكن للعراق المجاور، الذي يشترك في العديد من ملامح التاريخ السوري – والذي واجه أيضاً تحدياً يتمثل في إعادة تشكيل نفسه سياسياً بعد عقود من الديكتاتورية – أن يقدم دروساً في كيفية الإنتقال نحو الإستقرار والديمقراطية.