اصداراتالمواضيع السياسيةمقالات مترجمةموضوعات

تسليح مصطلح “معاداة السامية” أمر خطير للغاية

قسم الابحاث و الترجمة

 

الكاتب: راشيل شابي

المصدر: صحيفة الغارديان نشر بتاريخ 31 كانون الأول 2024

تستخدم إسرائيل هذا المصطلح لإسكات منتقدي حربها في غزة، بينما يستخدمه اليمين لمهاجمة المعارضين.

عندما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق مسؤولين إسرائيليين في تشرين الثاني، كان رد حكومة البلاد مألوفاً للغاية. رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مذكرات الاعتقال بتهمة ارتكاب جرائم حرب مزعومة في غزة ضده وضد وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، واصفاً إياها بأنها “قرار معاد للسامية”. وأعلن مستشار الأمن القومي المتطرف، إيتمار بن غفير، أن المحكمة أظهرت “مرة أخرى أنها معادية للسامية من جميع النواحي”. وادّعت وزيرة النقل، ميري ريغيف، أن “هذه معاداة السامية الحديثة تحت ستار العدالة“.

بشكل مؤلم، لم تكن هذه التصريحات بالأمر المفاجئ. فبعد مرور أكثر من عام على الهجوم الإسرائيلي على غزة، والذي وصفه بعض الخبراء بأنه إبادة جماعية، أصبحت الاتهامات بمعاداة السامية وسيلةً للرد على الانتقادات الموجهة لإسرائيل. وقد تم توجيه هذه الاتهامات ضد المتظاهرين الذين يصرخون من أجل وضع حد لإراقة الدماء في غزة وضد الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة التي تحذر من كارثة إنسانية. كما تم توجيه الاتهامات ذاتها (معاداة السامية) إلى القنوات الإخبارية العالمية ومحكمة العدل الدولية وضد الممثلين والفنانين ونجوم البوب وحتى صانعي الأفلام البريطانيين اليهود.

إن مثل هذه الادعاءات والاتهامات التي يقدمها المدافعون المتعصبون عن إسرائيل هي كاسحة وتقشعر لها الأبدان لدرجة أن مصطلح “معاداة السامية” بدأ يفقد معناه. إنه بالضبط كما حذّر الفيلسوف البريطاني اليهودي بريان كلوغ قبل 20 عاماً: “عندما تكون معاداة السامية في كل مكان، فإنها لا توجد في أي مكان”. ومن المثير للقلق أن إساءة الاستخدام الشاملة حولت هذا المصطلح إلى “سمة في بطاقة أداء البنغو اللغوي لسياسي إسرائيلي“.

 

 

لقراءة المزيد اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى