اصداراتالامن والدفاعالمواضيع السياسيةاوراق بحثيةموضوعات

العراق ودروس الأزمة السورية

الباحث و الكاتب : حيدر الخفاجي

شهد الشرق الأوسط، الذي يُعتبر مهد الحضارات والثقافات، تحولات كبيرة على مرّ العصور، حيث تحول من مركز للعلم والثقافة إلى ساحة للصراعات السياسية والحروب.

في العقود الأخيرة، شهد الشرق الأوسط تصاعداً في النزاعات والصراعات السياسية، بما في ذلك النزاع العربي الإسرائيلي والحروب الأهلية في عدة دول مثل العراق وسوريا والبنان واليمن وتونس وليبيا. هذه الصراعات السياسية غالباً ما تكون مرتبطة بالنزوع للسيطرة على الموارد والثروات الطبيعية، مثل النفط.

مما لا شك فيه أن الجهات الفاعلة، سواء الإقليمية أو الخارجية، تحاول الحفاظ على سيادتها وتعزيزها من خلال دعم الميليشيات وخلق التوترات بين مختلف الطوائف والأديان في الشرق الأوسط الكبير. في هذه الأثناء، وبسبب العوامل الجغرافية، تُعتبر سوريا بيئة فريدة لهذه الجهات الفاعلة لتحقيق أهدافها. ولذلك، أدى ظهور الربيع العربي في سوريا إلى أزمة عميقة، نتج عنها ظهور مئات الميليشيات والجماعات الجهادية المتطرفة.

منذ يونيو 2021، ذكر العديد من المراقبين السياسيين أن “هيئة تحرير الشام” ليست فقط أقوى جماعة جهادية في محافظة إدلب السورية، بل ربما أيضاً أقوى جماعة معارضة غير حكومية في سوريا. وبعد اتفاق وقف إطلاق النار الضمني، استخدم محمد الجولاني – زعيم هيئة تحرير الشام – خطابات إعلامية على نطاق واسع لتوضيح آفاق النمو الاقتصادي من خلال مشاريع البناء والبنية التحتية، لا سيما في مجالات توفير الموارد المائية والإنتاج الزراعي في المنطقة الخاضعة لسيطرته.

لقد استخدم الجولاني هذه الاستراتيجية بشكل فعّال لخلق توتر في السياسات المتحالفة مع منافسيه، الذين يسعون فقط لتحقيق أهداف أيديولوجية، مما تسبّب في استياء الجمهور واحتجاجاته. وتمكّن من جذب أطياف مختلفة من الأحزاب السياسية والدينية ولاجئي الحرب.

لقراءة المزيد اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى