اصداراتالمواضيع السياسيةمقالات مترجمة

هل تخلى الجولاني حقاً عن ماضيه في القاعدة؟

قسم الابحاث و الترجمة

الكاتب: جيمي ديتمر

المصدر: صحيفة “بوليتيكو” الأميركية / نشر بتاريخ 11 كانون الأول 2024

في الماضي القريب، كان زعيم المتمردين السوريين أبو محمد الجولاني يطلق لحية طويلة غير مشذبة، وكان يرتدي عمامة يُفضلّها الجهاديون، وبدا وكأنه يختبر أداء دور الشاب أسامة بن لادن.

لكن الرجل الذي أطاح بنظام بشار الأسد يقطع رقماً مختلفاً تماماً اليوم. فهو مثل الحرباء السياسية، يرتدي ملابس خضراء بأسلوب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولحيته مُشذّبة بدقة. حتى أنه تخلى مؤخراً عن اسمه الحركي وعاد إلى استخدام اسمه الحقيقي أحمد حسين الشرع.

ولكن إلى أي مدى يمكن أن يكون هذا التحوّل مقنعاً للسوريين؟ ، وهل يتوجّب أن يشعر السوريون بالقلق من أن الرجل الذي تعهد ذات مرة بالولاء – أو البيعة – لتنظيم “القاعدة”، وشارك في القتال في العراق، هو الآن أقوى رجل في بلادهم، ويستعد للعب دور رئيسي في الانتقال من الحكم الاستبدادي الذي دام 54 عاماً لسلالة الأسد، يمكنه حتى قيادة البلاد. وهل تغييره للملابس كافٍ لتظهر ماهيّة الرجل حقّاً؟ وهل تحوّل المتسرب من كلية الطب في دمشق حقاً من كونه جهادياً، أم أن إعتناقه للتسامح الآن مجرد خدعة ؟.

هذه هي الأسئلة التي يتصارع معها القادة والمسؤولون الغربيون أيضاً، وهم يخططون لخطواتهم التالية. وافقت فرنسا وألمانيا على الفور على العمل مع جماعات المعارضة السورية التي استولت على السلطة في دمشق، في حين تتداول الولايات المتحدة وبريطانيا ما إذا كانت ستشطبان “هيئة تحرير الشام”، المتمرد الرئيسي بقيادة الجولاني الذي اجتاح دمشق، كمنظمة إرهابية.

في الوقت الحالي، يراقب الجميع وينتظرون، ويجمعون أدلة حول من هو الجولاني حقاً وما الذي خططت له “هيئة تحرير الشام” في سوريا ؟، هل هي منطقة شاملة وديمقراطية تحتضن تنوع البلاد وطوائفها الدينية والأقليات العرقية، بما في ذلك المسيحيين والعلويين والدروز والأكراد؟ أم دولة تضطهد وتقيّد الأغلبية السنية؟ أو أنّهُ سيختار موقعاً بين الخياريّن في مكان ما بينهما.

 

لقراءة المزيد اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى