دور نظرية الأنظمة في الإصلاح الحكومي
تُقدم نظرية الانظمة فوائد كبيرة في تشخيص مشاكل القطاع الخاص والتي تتميّز بكونها شائكة ومعقدة وتوفر مداخل مهمة من أجل ايجاد الحلول لها وتشكيل مسارات الاصلاح الحكومي. ولعل اكثر النماذج فائدة، على الاقل بالنسبة للوضع العراقي، هو نموذج ”تحويل العبء“والذي وقع في فخه القطاع العام في العراق بعد عام ٢٠٠٣ وأصبح يشكل اليوم تهديداً كبيراً بالنسبة للاقتصاد العراقي وينذر بكارثة اقتصادية ما لم يتم الانتباه له.
يعرض المقال التالي شرحاً موجزاً لأهمية نظرية الانظمة ونموذج” تحويل العبء “وتطبيقه في العراق والمسارات الضرورية من اجل الاصلاح لتفادي الانهيارات المحتملة في الاقتصاد العراقي والتبعات الوخيمة لذلك.
نظرية الأنظمة واهميتها
تمثل نظرية الأنظمة مساهمة علمية مهمة في القرن السابق حيث لها ادوار مهمة في الفهم الأفضل للاقتصاد والمجتمع والبيئة وتطوير تكنولوجيا المعلومات وغيرها من المجالات. وتستند هذه النظرية الى رؤية تتمثل في ان الحياة بكافة مفاصلها تتكون من مجموعة انظمة لها مدخلاتها ومخرجاتها وحدودها، وتتكون من عناصر مرتبطة مع بعضها البعض تساهم معاً من اجل تحقيق غاية معينة. وتكون لهذه الأنظمة خصائص مختلفة وتنتج عنها سلوكيات معينة .
تكمن القوة في هذه النظرية انها تشير الى مجموعة معينة من السلوكيات التي تشترك فيها جميع الأنظمة بغض النظر عن طبيعتها. وتساعد هذه النماذج من السلوكيات في تكوين فهم أولي حول العديد من الظواهر المعقدة والشائكة سيما عندما يتعلق الامر بالأنظمة الكبيرة.
من مساهمات هذه النظرية، الربط الافضل بين الأنظمة المختلفة وتكوين فهم شمولي للظواهر البشرية. فعلى سبيل المثال استطاعت الباحثة” دونلّا ميدوس“ تقديم دلائل رصينة حول التأثير السلبي للأنظمة الاقتصادية الحالية على الأنظمة البيئية وتأثير ذلك على المجتمع وكيفية ترابط كل ذلك مع بعضه البعض ، وكيف ان السلوكيات التي لا تراعي الاستدامة تؤدي الى خلق مشاكل قد تصل الى حد انهيار الحياة كما نعرفها. والاحتباس الحراري والمجاعة والتلوث البيئي وانقراض الكثير من الاحياء الذي نشهدها اليوم خير دليل على ذلك .