ريبورتاج من : بيل ترو
المصدر: جريدة الانديبندت/ نشر بتاريخ 28 تشرين الثاني 2024
عماد الشامي، حلاّق لبناني يبلغ من العمر 60 عاماً، يظهر في مشهد مؤثر وهو يُطعم قطة مصابة، في حين يتضاءل الأمل حوله بسبب الدمار. ويكشف هذا المشهد عن تباين صارخ بين لحظة الحياة هذه وخراب المباني المُدمّرَة المُحيطة به.
تُظهر مشاهد الدمار في ضاحية بيروت الجنوبية المُكتظة، والتي يُسيطر عليها بشكل كبير حزب الله ، آثار القصف الإسرائيلي العنيف. وراء “عماد” ، وهو أب لخمسة أطفال، يتجوّل المدنيون في محاولة لإنقاذ ممتلكاتهم، متجهين نحو الهيكل العظمي لمبنى برج نصف مدمر، الذي يميل بشكل مقلق بزاوية 45 درجة.
كان “عماد” واحداً من القلائل من المدنيين الذين بقوا خلال حوالي 14 شهراً من الصراع الدموي بين إسرائيل وحزب الله، لأنه أراد إطعام نحو 70 قطة ضالة في الشوارع المحيطة. ظل في مكانه حتى في الساعات الأخيرة قبل وقف إطلاق النار، حينما كانت إسرائيل تقصف هذه الشوارع المنسية. ومنذ ذلك الحين، أدت الهدنة إلى توقف الانفجارات، لكن “عماد” يخشى أن الحرب لم تنته بعد.
يقول بكآبة: “لبنان واللبنانيون ليس لديهم مستقبل. نحن نقفز من كارثة إلى كارثة أخرى”، بينما يُفرغ علب طعام القطط بجوار مجموعة من الخرسانة المتشابكة، التي كانت، قبل القصف، مبنى من سبعة طوابق يضم عائلات متعددة.
يُعد ألبوم الصور العائلية وأوراق امتحان كلية طب الأسنان باللغة الإنجليزية وحقيبة ظهر النيون الخاصة بالطفل من بين العلامات القليلة التي تشير إلى أن البشر كانوا يعيشون هنا.
يقول عماد: “عمري 60 عاماً. عندما كنت طفلاً، كانت والدتي تُظهر لي نيران التتبع وخطوط الرصاص. كانت حياتي كلها على هذا النحو. كل 10 سنوات نواجه حرباً أو كارثة، نحاول الصمود، ولكننا نتعرض للسحق”.
ويضيف أن لبنان قد تأرجح من الحرب الأهلية والصراعات مع إسرائيل في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى انهيار مالي غير مسبوق قبل بضع سنوات، ثم انفجار هائل في مرفأ بيروت، والآن هذا الوضع. “نحاول العمل بجد والحفاظ على
سلامتنا. كنا نبذل جهوداً كبيرة لنعيش حياة طبيعية حتى جاءت هذه الحرب وأعادتنا 20 عاماً إلى الوراء”.