اصداراتالامن والدفاعاوراق بحثية

تحليل الوضع الحالي لتنظيم داعش في سوريا والعراق

الباحث و الكاتب حيدر الخفاجي

تنظيم “داعش” له جذور تعود إلى أواخر التسعينيات من القرن الماضي، عندما أسس أبو مصعب الزرقاوي جماعة التوحيد والجهاد في 1999. هذه الجماعة كانت بمثابة النواة للتنظيم الذي تطور فيما بعد. في عام 2006، تم الإعلان عن “دولة العراق الإسلامية” بعد دمج عدة جماعات سنية متطرفة تحت قيادة الزرقاوي

على الرغم من فقدان التنظيم السيطرة على معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق وسوريا منذ عام 2017، نتيجةً لجهود القوات العراقية والتحالف الدولي، إلا أنه لا يزال يمثل تهديداً كبيراً. توجد خلايا نشطة للتنظيم في مناطق متعددة، ويشتهر بقدرته على التعافي بعد الهزائم، مما يجعله خصماً صبوراً وقادراً على إعادة تنظيم صفوفه.

أسباب الزيادة في نشاط داعش في عام 2024

تظهر الأحداث الأخيرة أن تنظيم “داعش” لا يزال نشطاً ويشكل تهديداً للأمن في العراق، مما يتطلب استمرار الجهود العسكرية والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والحد من نشاطه. لا يزال التنظيم ينشط في العراق، حيث نفذ العديد من الهجمات. في الأشهر العشرة الأولى من عام 2024، شنّ التنظيم 153 هجوماً في العراق وسوريا، مما يشير إلى محاولته إعادة تشكيل قدراته بعد سنوات من التراجع. هذا العدد يمثل زيادة ملحوظة عن العام السابق، حيث يُتوقع أن يتجاوز عدد الهجمات التي نفذها في عام 2023.

كذلك تشير الأحداث إلى أن الواقع أسوأ بكثير مما يوحي به مقياس القيادة المركزية الأمريكية لرصد هجمات “داعش”. يعتمد هذا المقياس على إعلان الجماعة الإرهابية مسؤوليتها، ولكن كما هو معروف منذ سنوات، لا يعلن تنظيم “داعش” سوى عن جزء بسيط من هجماته في سوريا والعراق، مما يعكس محاولة واضحة لإخفاء تعافيه المنهجي.

هذا الانتعاش واقع ملموس في سوريا، لكنه ليس كذلك في العراق. فبينما نفّذ تنظيم “داعش” 122 هجوماً في العراق عام 2023، انخفض هذا العدد إلى 35 هجوماً فقط في الأشهر الستة الأولى من عام 2024، مما يشير إلى انخفاض محتمل بنسبة 43% هذا العام

ومع ذلك، بينما تشير القيادة المركزية الأمريكية إلى أن “داعش” نفذ 153 هجومًا في سوريا في النصف الأول من عام 2024، توضح المراقبة اليومية لهجمات “داعش” المُبّلغ عنها في جميع أنحاء البلاد أن العدد الحقيقي هو 551 هجوماً في المناطق التي تسيطر عليها الولايات المتحدة وشركاءها في قوات سوريا الديمقراطية. كما توضح البيانات أن عام 2024 شهد زيادة كبيرة في هجمات “داعش” على الأراضي السورية.

إذا كانت القيادة المركزية الأمريكية تعتقد أن تنظيم “داعش” يسير على الطريق الصحيح لمضاعفة وتيرة عملياته هذا العام، فإن الواقع أكثر إثارة للقلق.

لقراءة المزيد اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى