“داعش” والتواجد الأميركي في المنطقة
نظّم مركز المنبر للدراسات والتنمية المستدامة، في 17 أغسطس 2024، ندوة تخصصية عن “تنظيم داعش وعلاقته بالوجود الأمريكي في المنطقة” بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء في مجال الأمن والسياسة الدولية.
قُدمت للندوة ورقتيّن بحثيتيّن، الأولى وعنوانها: “داعش الارهابي/ التحدي وقدرات الاستجابة” للباحث الدكتور عماد هادي الربيعي، وهو خبير عسكري (لواء ركن متقاعد) ويعمل حالياً مستشاراً في مؤسسة “بيرغوف” الألمانية للسلم العالمي ومركز النهرين للدراسات في بغداد.
والورقة البحثية الثانية عنوانها: “الإرهاب – داعش – أمريكا في العراق” للباحث الدكتور باسم علي خريسان، أستاذ السياسة الدولية في جامعة النهرين والباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في جامعة بغداد.
أدار الندوة الباحث طالب الأحمد، حيث رحبّ في مستهل حديثه بالمشاركين معتبراً الحضور الفاعل في الندوات التي يقيمها مركز المنبر وباقي المراكز الفكرية مؤشراً على حيوية المجتمع العراقي والنخب العراقية وقدرتها على إنتاج أفكار ورؤى متجددة في شتى مناحي الحياة. وقال أن مراكز الدراسات والبحوث هي بمثابة عقل المجتمع، ومضمار للتنافس بين الأفكار الخلاّقة على النحو الذي يسهم في بناء نهضة عراقية جديدة في القرن الحادي والعشرين.
وتطرق الأحمد إلى موضوع الندوة مشيراً إلى العوامل الداخلية والخارجية التي أنتجب “داعش” وسائر التنظيمات المتطرفة التي تتوسل بالعنف والإرهاب لتحقيق أهداف سياسية، ولفت على هذا الصعيد إلى أن المخابرات الإقليمية والدولية كثيراً ما تعمل على إختراق هكذا تنظيمات إرهابية لمواجهة خصوم سياسيين أو إستهداف دولة بعينها وشلّ قدراتها، فضلا عن دورها في تشكيل منظمات إرهابية بصورة خفية.
وأشار الأحمد في هذا السياق إلى ما ذكره الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون في كتابه “نصر بلا حرب” عن دور المخابرات الأميركية في تشكيل ودعم الجماعات المتطرفة في أفغانستان بعد الغزو السوفياتي لأفغانستان، وعن إستمرار هذا الدعم المخابراتي حتى بعد نجاح تلك الجماعات في تحقيق الهدف الأميركي المتمثل في إخراج قوات الإتحاد السوفياتي السابق من أفغانستان، وذلك من خلال ما أسماه نيكسون تغيير وجهة فوهة البندقية إلى عدو جديد للولايات المتحدة.
وطرح الأحمد تساؤلات عن صلة داعش بالتواجد العسكري الأميركي في العراق والمنطقة، داعياً الباحثين إلى تناول هذا الموضوع الشائك والإشكالي بموضوعية وحيادية بعيداً عن الخطابات الشعبوية من أجل إستجلاء الحقائق وتقديم المعلومات الدقيقة لصنّاع القرار لتمكينهم من تقدير الموقف بشكل سليم وبما يحفظ ويحقق مصالح البلد العليا.
وبعد عرض الورقتيّن البحثيتيّن دارت نقاشات معمقة من قبل الحضور حول ماورد فيهما من رؤى وأفكار وتوقعات تتصل بمستقبل العراق وعلاقاته الإقليمية والدولية.