المصدر: المركز الدولي لدراسات السلام
الكاتب: داود أحمد زاده
انتهت الإنتخابات الرئاسية الرابعة عشرة في إيران بفوز شخص معتدل دعا إلى سياسة التفاعل بدلاً عن المواجهة، مؤكداً على توسيع العلاقات الخارجية مع الجيران الإقليميين، وسبق للحكومة السابقة أن نجحت في تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية بوصفها أحد اللاعبين الرئيسيين في المنطقة بوساطة الصين.
ومع ذلك، فبعد مرور أكثر من عام ونصف على إعادة العلاقات السياسية بين إيران والسعودية، لم يتوسع التعاون الثنائي باستثناء بعض الزيارات الدبلوماسية والمجاملات السياسية، على الرغم من أن إيران أبدت رغبة أكبر في التقرّب من السعودية، وحاولت الاستفادة من القدرات الموجودة لتخفيف التوترات، إلاّ أن تردد السلطات السعودية لإعتبارات أمنية وسياسية لا يزال يترك بعض الشكوك على جدّية التقارب بين البلديّن.
عند استعراض آخر تطورات العلاقة بين إيران والمملكة العربية السعودية على مختلف مستويات التحديات والفرص القائمة، لا بد من القول:
يبدو أن بعض المشاكل والخلافات الهيكلية في المجالات الإستراتيجية لا تزال تُلقي بظلالها على مستقبل العلاقات بين طهران والرياض، وحتى يتم حل هذه العقبات، لن يكون بالإمكان التعبير عن رغبة الطرفين وجهودهما في تحسين العلاقات والتقريب بين البلديّن.
وإذا ألقينا نظرة صحيحة على مستويات التحديات المحلية والإقليمية والدولية بأبعادها السياسية والإقتصادية والثقافية، فإن بعض العوائق البنيوية والتاريخية تصبح أكثر وضوحاً. ويبدو أن الافتقار إلى الهوية المشتركة بسبب عدم وجود معايير مشتركة موجهة نحو البنية السياسية المختلفة للبلديّن يُمثل أيضا أحد التحديات.
لسوء الحظ، خلال عدة عقود متتالية، كانت العلاقة بين إيران والمملكة العربية السعودية دالة على اختلاف هويات البلديّن، والتي تركّزت على التنافس على زعامة العالم الإسلامي، وقد تطورت التهديدات من قبل الطرفيّن بسبب التنافس الإقليمي على توسيع النفوذ في المنطقة، وتم اتِّباع سياسة البلورة الصفرية لتشكيل تحالفات إقليمية، مما شدّد التوتر بين الطرفيّن.
في الواقع، أدى عدم وجود تعريف مشترك للأمن والنظام الأمني في المنطقة إلى خلق حالة من التوتر في العلاقات بين البلديّن. وبطبيعة الحال، سيظل هذا العنصر فعالاً في تنظيم العلاقات بين البلديّن في المستقبل.