الباحث والكاتب: حيدر الخفاجي
في الأسابيع الماضية تلقت إسرائيل رد حركة حماس على اقتراح أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن في نهاية مايو/آيار ويتضمن الإفراج عن نحو 120 رهينة محتجزين في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني
ويُعتقد أن حركة حماس أبدت مرونة بشأن بعض البنود التي من شأنها أن تسمح بالتوصل إلى اتفاق للوضع الحالي. وقالت حماس إن أي اتفاق يجب أن ينهي الحرب المستمرة منذ نحو تسعة أشهر ويحقق انسحاباً إسرائيلياً كاملا من غزة
من جهتها تؤكد دولة الاحتلال الإسرائيلة أنها لن تقبل سوى فترات توقّف مؤقتة في القتال حتى يتم القضاء على حركة حماس
وفي الوقت الذي أصدر مكتب نتنياهو بيانا أكد فيه أن الحرب لن تنتهي إلاّ إذا تحققت جميع أهدافها، رحبت حركة حماس بتصريحات بايدن، وقالت إنها تعتبر كلامه بشأن وقف الحرب والإنسحاب من قطاع غزة وإعادة بناءه وتبادل الأسرى إيجابياً
إن ما أشار إليه بايدن بخطة إسرائيل للتوصل إلى اتفاق، وردَّ فعل حكومة الاحتلال نتنياهو يعكسان مفارقة، فقد كان ينبغي على حكومة نتنياهو أن تتخذ موقفا داعماً لمقترحات بايدن، ولكن تم عكس القضية.
هذا التناقض والغموض في موقف نتنياهو أدى بعض الأحيان إلى إدخال وسائل الإعلام وشبكة التواصل الاجتماعي في إسرائيل في وضع مربك وصادم للمجتمع الإسرائيلي وأثار أسئلة مختلفة، لدرجة أن بعض الإسرائيليين، خاصة في أوساط اليمين المتطرف، اتهموا نتنياهو لعدة مرات بالتواطؤ والتجاوز على شركاءه، وقالوا إنه كان يخطط لإنهاء الحرب دون علمهم أو علم المجتمع الإسرائيلي.
في هذا الصدد، اعتبر البعض بيان مكتب نتنياهو بمثابة لعبة سياسية لا تعكس الواقع، فيما اعتبر البعض الآخر أن تصريحات بايدن وتأكيده المتكرّر على نهاية الحرب دون أي إشارة إلى المستقبل السياسي لقطاع غزة، هي تصريحات دراماتيكية وتعني القبول ببقاء حماس في السلطة بعد الحرب.
ولكن كيف يمكن حلَّ هذا الغموض؟ حيث على مدى أكثر من أسابيع تتناقل وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلاً عن مصادر حكومية، أفكار إسرائيل الجديدة للتوصل إلى إتفاق وإجراء اختصارات في بعض الحالات، وقيل إن إسرائيل تريد إرسالها إلى حماس عبر وسطاء.
خلال هذه الفترة، لم يأخذ الجانب الفلسطيني الأفكار الإسرائيلية على محمل الجد، واعتقد أنها مجرد تكتيك تفاوضي للتخلّص من الضغوط الدولية.
المقال باللغة الأنكليزية: Will there be a ceasefire in Gaza?