الحوكمة والدستورالمواضيع السياسيةمقالات مترجمة

هل يمكن لطهران إدراج صراعها مع واشنطن في الساحة الدولية؟

قسم الابحاث والترجمة

الكاتب: محمد رضاسِبَهوَند، طالب دكتوراه في العلاقات الدولية، جامعة الشهيد بهشتي

المصدر: موقع “دبلوماسي إيراني”

إنَّ المنافسة والصراع بين القوى العظمى، نظرًا لاتساع مصالحها وساحة لعبها، يمكن أن تؤدي إلى مواقف يتم فيها جرّ العديد من الدول الأخرى ذات المواقع المختلفة في التسلسل الهرمي للسلطة العالمية إلى داخل هذا الصراع، وتُعد الحرب الباردة في القرن الماضي مثالًا بارزاً على ذلك.

في خضم الصراعات الكبرى بين الدول العظمى، تسعى بعض الدول إلى دمج مصالحها الجيو – سياسية أو نزاعاتها السياسية مع خصومها ضمن تلك الصراعات الكبرى، ويأتي ذلك في سياق سعي هذه الدول للحصول على دعم أكبر وإضفاء المشروعية السياسية على نزاعاتها ومصالحها.

وكمثال على ذلك، فقد استغلت إيران أجواء الحرب الباردة واستخدمت مصطلحاتها خلال عهد الشاه محمد رضا بهلوي، مستفيدةً من علاقاتها الجيدة مع الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون ومستشار الأمن القومي هنري كيسنجر، حيث سعت طهران إلى دمج نزاعها الجيو – سياسي مع العراق في سياق الحرب الباردة والصراع بين الغرب والشرق، لتحقيق مصالحها.

وفي المرحلة الراهن فإن السؤال الذي يتم طرحه هو: هل تستطيع جمهورية إيران الإسلامية أن تضع صراعها السياسي مع الولايات المتحدة في ساحة المنافسة بين الولايات المتحدة والصين أو بين الولايات المتحدة وروسيا، وبالتالي الحصول على الدعم اللازم؟

في البداية يجب التطرق إلى كيفية توسع وشمول دائرة التنافس القائم بين القوتيّن العظمييّن وجذب الآخرين إليها. كل قوة عالمية ستصبح قطبًا إذا ما امتلكت قدرات مميزة في مجالات القوة العسكرية والقوة الاقتصادية والقوة الخطابية السياسية، وأن تكون هذه القدرات قابلة للتوسع.

في الوقت الحاضر، لم تتمكن كلاً من الصين وروسيا من الظهور كقطبيّن على الساحة العالمية على الرغم من امتلاكهما جوانباً مهمة من القوة والقدرات. فعلى الرغم من إمتلاك البلديّن قوة عسكرية ملحوظة (بضمنها القدرات النووية) تعاضدها قوة إقتصادية، لكنهما لم يقدما حتى الآن خطاباً سياسيًا محدداً وفريداً على المستوى العالمي. كما أن التنافس بين الولايات المتحدة والصين يتركّز بشكل أكبر في المجال الاقتصادي ولم يتمدّد بعد إلى المجاليّن السياسي والعسكري.

إنَّ ظهور الصين كقوة عالمية كبرى في السنوات الأخيرة لا يعني انهيار النظام العالمي السابق، فهذه الدولة نفسها إنما نمت وتعزّزت مكانتها ضمن النظام العالمي الليبرالي، والذي يمثل خطاب السياسة الدولية للولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.

لقراءة المزيد اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى