الاقتصاد والتنميةالتعليم والمجتمعالصحة والسلامة العامةالمواضيع السياسيةاوراق بحثية

أزمة القيادة وتحديات التنمية المستدامة في العراق

قسم الابحاث والترجمة

الباحث والكاتب: محمد الوائلي

مقدمة

تمثل عملية التنمية المستدامة ،في جوهرها، إحداث تغييرات تؤثر بعمق في البيئة والاقتصاد والمجتمع. وهذه بدورها تتطلب كوادر متميزة تاخذ مكانتها في مواقع مؤثرة في الدولة لتضطلع بقيادة التغيير وتكون واعية للتحديات المطلوب مواجهتها.

يشير الواقع العراقي الى قلة وندرة هكذا نوع من القيادات، الأمر الذي يفسر توالي الأزمات والمشاكل المختلفة واستمرار الكثير منها بدون حلول ناجعة.

ان ازمة القيادة في العراق تاخذ جوانب أكثر عمقاً مقارنة بالعديد من الدول نتيجة للظروف القاسية التي مرّ بها العراق في العقود السابقة والتي تفرض تحديات جمة تجعل من الصعب على صانع القرار تنفيذ سياسات تغاير السياسات السائدة والمتسمة عامة بكونها غير مستدامة ولاتراعي التداعيات والاستحقاقات المستقبلية. من جهة اخرى لا يوجد فهم كافٍ لأهمية تطوير الكوادر السياسية والإدارية بما يؤهلها لقيادة عملية التنمية المستدامة في جوانبها المتعددة، وهذا مما يشكل بحد ذاته مشكلة ينبغي معالجتها.

يسلط هذا المقال الضوء على العلاقة الوثيقة بين التنمية المستدامة واهمية تطوير موارد بشرية تكون مؤهلة لممارسة الأدوار القيادية التي تتطلبها العملية التنموية.

طبيعة التحديات في مجال التنمية المستدامة في العراق

بصورة عامة يصنف الخبراء المشاكل التي يواجهها متخذ القرار الى ثلاث انواع رئيسية:

  • المشاكل الحرجة
  • المشاكل المعقدة
  • المشاكل الشائكة

تتميز المشاكل الحرجة بكونها تتطلب ردة فعل حاسمة من قبل صانع القرار نتيجة لضغط عامل الزمن وخطورة تفاقم الوضع في حال عدم التدخل السريع والحازم. على سبيل المثال اذا حدث سيل في منطقة ما يتم عادة التدخل من قبل متخذ القرار المحلي وبمساندة من كوادر الحكومة المركزية لتفادي الازمة وتوفير الاغاثة واتخاذ كافة الاجراءات المطلوبة. وفي الكثير من الأحيان يتم تجاوز هكذا نوع من الأزمات بشكل مقبول. قد لا يتم اتخاذ اجراءات من اجل حماية المواطن من السيول على المدى البعيد، ولكن يتم توفير الدعم له للتعافي من آثار السيل حتى وان كان بالحد الادنى. وبانتهاء الأزمة قد يستطيع المواطن المعافاة من آثارها ويتم تفادي الأسوء.

لقراءة المزيد اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى