تعد زيارة الرئيس التركي طيب رجب أردوغان إلى بغداد خطوة هامة نحو تطوير العلاقات بين تركيا والعراق حيث تم تعزيز التواصل السياسي والدبلوماسي والتوافق على إيجاد حلول مستدامة للقضايا العالقة بين البلدين من خلال الزيارة.
تلعب العلاقات بين العراق وتركيا دورًا حيويًا في السياسة الإقليمية والأمن الإقليمي لما للبلدين من موقع جيو استراتيجي هام. وعلى مر السنوات الأخيرة، شهدت العلاقات بين البلدين بعض الخلافات الدبلوماسية، ولكن يبدو أن هناك جهودًا مبذولة حاليًا لتحسين هذه العلاقات وتقويتها.
منذ العام 2021، شهدنا بوادر لتحسين العلاقات بين تركيا والعراق، وتم تبادل زيارات رفيعة المستوى بين المسؤولين في البلدين، وعُقدت اجتماعات ومحادثات لبحث القضايا المشتركة والتعاون في مختلف المجالات.
مع ذلك، لا يمكن تجاهل القضايا العالقة التي تحتاج إلى حلول شاملة ومتفق عليها بين البلدين. ومن بينها قضايا الحدود بين البلدين والأمن ومكافحة الإرهاب والمياه والهجرة والاقتصاد.
الاقتصاد والتجارة بين البلدين
من مخرجات الزيارة إنشاء لجنة اقتصادية وتجارية مشتركة، حيث تم توقيع بروتوكولات ومذكرات تفاهم وإنشاء لجان اقتصادية وتجارية مشتركة بين العراق وتركيا، وهذا يعكس التوجه نحو تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
فمن خلال هذه الاتفاقيات والآليات، يتم إزالة الحواجز التقنية أمام التجارة الثنائية وتعزيز التبادل التجاري والاستثمار بين البلدين.
من الواضح أن هذه الخطوات والاتفاقيات تخدم مصالح تركيا أكثر من العراق، ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن التعاون الاقتصادي يمكن أن يكون مفيدًا لكلا الطرفين، بشرط أن يتم تحقيق التوازن في المصالح المشتركة. ويتطلب ذلك العمل المستمر والتواصل البناء بين البلدين لضمان تحقيق الفوائد المتبادلة وتعزيز العلاقات الثنائية على المدى الطويل.
مشكلة المياه والجفاف في العراق
على مدى السنوات العديدة الماضية، كانت هناك اعتراضات وشكاوى من العراق بشأن قلة الإطلاقات المائية من تركيا. يرى العراق أن هذه القلة تؤثر على مناسيب الأنهار وتسبب نقصًا في الموارد المائية المتاحة للبلاد. وبالفعل أثر ذلك على قدرة العراق على تلبية احتياجاته المائية والزراعية والبيئية.
قلة الإطلاقات المائية من تركيا نحو العراق، كانت ولاتزال تمثل تحديًا كبيرًا للأمن الغذائي والاستدامة البيئية في البلد لما لها تأثيرها على مناسيب الأنهار والمخزون المائي. والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية على علم بتلك التحديات وتسعى لدعم العراق في التعامل معها وتوفير حلول مستدامة لقضية المياه.
المقال باللغة الأنكليزية: Prospects of Iraqi-Turkish relations following President Erdogan’s visit