في مستهل زيارته إلى واشنطن قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إن بلاده “تبذل قصارى جهدها” للحيلولة دون توسع الصراع في الشرق الأوسط بعد أن شنت إيران هجوماً واسعا على إسرائيل، موضحاً أن بلاده لاتريد أن تكون جزءا من هذا التصعيد.
لكن تحقيق هذا الهدف تواجهه تحديات عدة سيما وأن العراق يقع في قلب العاصفة التي تضرب الشرق الأوسط ويرتبط بعلاقات وثيقة مع الخصمين اللدوديّن أمريكا وإيران، وغالباً ما كانت أراضيه مسرحاً لشظايا الصراع بين واشنطن وطهران.
والسوداني يدرك أن مصلحة العراق تكمن في اعتماد سياسة متوازنة تجاه إيران والولايات المتحدة، وفي اللقاء الذي جمعه مع الرئيس الاميركي جوزيف بايدن في البيت الابيض أبلغ الأخير أن حربا أوسع نطاقا ستضر بأمن العراق واستقراره ولن تكون في مصلحة المنطقة .ولفت السوداني إن العراق حاول إقناع الإيرانيين “بعدم الرد وتوسيع منطقة الصراع”.
وأضاف من البيت الأبيض “أننا نتفق بالتأكيد على القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ومسؤولية في حماية المدنين، ونرفض أي قمع ضد المدنيين، خاصة النساء والأطفال، ونشجع الالتزام باحترام المعايير الدولية والبعثات الدبلوماسية.
وتجدر الاشارة إلى أن إيران استخدمت المجال الجوي العراقي في هجومها على إسرائيل، وأسقط نظام صواريخ باتريوت الأمريكي صاروخا باليستيا بالقرب من أربيل، العراق، خلال الهجوم.
وأشار السوداني أن العراق لم يكن مشمولاً خلال الهجوم الأخير، ولم يكن جزءا من هذه العملية، وقد سعى إلى استخدام القنوات الدبلوماسية والقانونية، لحماية أراضيه من هجوم من أي من الجانبين. كما بيّن السوداني للصحفيين إن زيارته للولايات المتحدة تأتي في “وقت دقيق وحساس بين البلدين، لأن العلاقة الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق ضرورة في هذا الوقت، خاصة مع كل ما يجري في المنطقة”. مؤكداً أن “الزيارة تحمل الرغبة في بناء شراكة استراتيجية مستدامة، قائمة على الاحترام المتبادل، وحفظ أمن العراق وسيادته ووحدة أراضيه”.
ويتواجد مايقارب 2500 جندي أمريكي في العراق يقدمون المشورة والمساعدة للقوات المحلية لمنع عودة تنظيم داعش الذي استولى على أجزاء كبيرة من العراق وسوريا في عام 2014 قبل هزيمته.