المصدر:”صندوق النقد الدولي”
ملخص كلمة السيدة “كريستالينا غورغييفا” المدير العام لصندوق النقد الدولي أمام المنتدى الثامن للمالية العامة في الدول العربية، 15 فبراير 2024:
إن المنطقة العربية تضطلع بدور متزايد الأهمية في عالم سريع التغير. وينعكس ذلك في عمق تعاوننا وقوته. وفي المستقبل المنظور، سيقود وزراء من المنطقة دفة العمل في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي – حيث تم تعيين الوزير الحسيني رئيسا للجنة التنمية والوزير الجدعان رئيسا للجنة الدولية للشؤون النقدية والمالية. وتشكل قيادة العالم العربي للمؤسستين خطوة فارقة أخرى نحو تحقيق الريادة العالمية للمنطقة.
ويعكس المنتدى الثامن للمالية العامة في الدول العربية – على غرار اجتماعاتنا السنوية في مراكش خلال الخريف الماضي – مدى نجاحنا في تعزيز الشراكة بين العالم العربي وصندوق النقد الدولي وتطويرها على مدار سنوات عديدة.
ويذكرني ذلك بمثل عربي قديم “أول الشجرة بذرة”.
وفي وقت التحديات الاقتصادية والاضطرابات الجغرافية – السياسية والحرب، علينا فورا أن نغرس البذور – بذور النمو والتعاون والسلام والرخاء. ولكن في أي تربة سنغرس نبتتنا؟
نظرة على الأوضاع الحالية والمشهد المستقبلي.
على الرغم من استمرار الصراع بين إسرائيل وغزة، هناك بعض الثقة في الآفاق الاقتصادية. يشهد الاقتصاد العالمي استقرارًا ومن المتوقع تراجعًا هادئًا في معدلات التضخم خلال عام 2024. ومع ذلك، تظل آفاق النمو ضعيفة في المدى المتوسط نظرًا لارتفاع أسعار الفائدة وضرورة استعادة الاستدامة المالية. يمكن أن يساهم التقدم التكنولوجي، مثل الذكاء الاصطناعي، في تعزيز النمو، ولكن هناك حاجة للتركيز على تطوير البنية التحتية وتأهيل القوى العاملة للاستفادة الكاملة منه. بالنسبة للبلدان العربية، قد تواجه بعض التحديات في مجال التكنولوجيا المتقدمة بسبب نقص البنية التحتية والقدرات. لذا، يتطلب تحقيق نمو اقتصادي مستدام تركيزًا على تطوير البنية التحتية والتعليم وتعزيز الابتكار والريادة الاقتصادية.
توقعات النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تشير إلى نمو إجمالي للناتج المحلي بنسبة 2.9%، وهو رقم أعلى من العام الماضي ولكن يبقى دون التوقعات السابقة. تعزى هذه التوقعات إلى تخفيض إنتاج النفط وتأثير الصراع بين إسرائيل وغزة والسياسات النقدية المشددة لبعض البلدان المصدرة للنفط.