بقلم: كريستوفر كالدويل
المصدر: نيو يورك تايمز
استهل الكاتب مقاله في اقتباس لعبارات تحتوي على أيحات خاصة وردت في خطاب الرئيس جو بايدن عن حالة الاتحاد الذي ألقاه صباح الجمعة الماضية، الذي انتقد فيه نظيره الروسي فلاديمير بوتن على غزوه أوكرانيا.
“إذا كان أي شخص في هذه القاعة يعتقد أن بوتين سيتوقف عند أوكرانيا، فأنا أؤكد لكم أنه لن يفعل ذلك”، هذا ما قاله الرئيس الأميركي جو بايدن في خطاب “حالة الاتحاد” في الأسبوع الماضي. وأضاف أن أوروبا “في خطر”، وجرى ذلك خلال ترحيبه برئيس وزراء السويد أولف كريسترسون، أحدث عضو في حلف”الناتو”. مع ذلك، وفي المقابل يكرر بايدن على أن الجنود الأمريكيين لن ينتشروا في أوروبا للدفاع عنها. كما أكد ذلك المتحدث باسم البيت الأبيض، ليكون من الواضح تماما “أن استخدام القوات البرية أمر غير مطروح على الطاولة.”
لا بد من أن رأس السيد كريسترسون كان يدور وهو يستمع إلى الكلمات التخويفية الأميركية، عن احتمال حدوث المزيد من التوغلات الروسية في أوروبا، كأقوى حجة اعتمدت عليها الولايات المتحدة لجرالمنظومة الغربية إلى الحرب، وجذب أعضاء جدد، مثل السويد، إلى حلف شمال الأطلسي. ولكن إذا كانت مثل هذه التوغلات تشكل مصدر قلق حقيقي، فإن القوات البرية ستكون خيارا للولايات المتحدة وحلفائها بحكم الأمر الواقع.
لقد أصبح المنطق في مشاركة حلف شمال الأطلسي في الحرب الأوكرانية أكثر غموضا في الوقت الذي يتوقع فيه المرء أن تصبح الأمور أكثر وضوحا. ولقد سئمت الشعوب الأوروبية، مثلهم مثل الأميركيين، من الحرب. وتتزايد شكوكهم في قدرة أوكرانيا على الفوز بها. ولكن ربما الأمر الأكثر أهمية هو أنهم لا يثقون في الولايات المتحدة، التي لم تفعل الكثير في هذه الحرب لتبديد الشكوك حول دوافعها وكفاءتها، كالتي حدثت خلال حرب العراق قبل عقدين من الزمن.
الأميركيون يعتقدون في بعض الأحيان أن هذا الاستقطاب التي تحققه الحرب على روسيا أعاد لحمة المنظومة الغربية بجهد “نخب” موظفة في السلطة أو شريكة، على عكس ما تراه القوى المعارضة للحرب، بأن الولايات المتحدة تقود حربا للتغلب على التحدي الذي يواجه هيمنتها بغض النظر عن “الأضرار الجانبية.”
القيادة الأميركية “فاشلة”، هذا ما يسوقه كتاب المفكر الفرنسي إيمانويل تود، “هزيمة الغرب”، الذي يتصدر أعلى قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في فرنسا. والسيد تود، هو مؤرخ وعالم أنثروبولوجيا اشتهر في عام 1976، بكتابه المثير بعنوان “السقوط الأخير”، الذي تنبأ بأن الاتحاد السوفييتي آيل للسقوط والانهيار، بالاعتماد على إحصاءات الوفيات بين الأطفال الرضع.