الكاتب: مارينا هايد عمود بصحيفة الغارديان
المصدر: “صحيفة الغارديان البريطانية”
كيف ستختار الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس القادم، بين ترامب المسن والمحرض على الانقلاب، أو بايدن الذي يخلط بين الأسماء؟
دونالد ترامب المسن جدا والمحرّض على الانقلاب، وجو بايدن المسن جدا أيضا والذي يخلط بين الأسماء. فكيف لأميركا أن تختار رئيسا لها؟ بهذا التساؤل استهلت مارينا هايد كاتبة العمود بصحيفة “الغارديان” البريطانية قضية هفوات ذاكرة الرئيس بايدن.
يدور كل الحديث في الولايات المتحدة الأمريكية حول ما إذا كان المرشح للرئاسة والرئيس الحالي للبلاد جو بايدن قد فقد عقله، في الوقت الذي يُلقي فيه أحد المرشحين المحتملين للرئاسة خُطباً طويلة ومتشعبة يشرح فيها كيف سيصبح ديكتاتورًا.
على أي حال، موضوعنا اليوم هو الرئيس جو بايدن، الذي عقد مؤتمرًا صحفيًا بشكل مفاجئ مساء يوم الخميس المصادف ١٥ شباط، والذي أصر فيه بشدة على أن ذاكرته بحال جيدة. يأتي هذا بعد نشر تقرير من قبل وزارة العدل برأ فيه بايدن من تهم جنائية تتعلق بتعامله مع مواد مصنفة على أنها سرية للغاية. أُجري هذا التحقيق الذي استمر لمدة عام تقريبًا بواسطة المستشار الخاص روبرت هور، الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري، والذي أشار تقريره إلى أن ذاكرة الرئيس “محدودة إلى حد كبير”. إذ يقول السيد هور أن أحد أسباب عدم توجيه الاتهامات قد يكون أن “السيد بايدن قد يقدم نفسه أمام هيئة محلفين، كما فعل خلال مقابلتنا معه، كرجل مسن وذو نية حسنة، هذه الحقيقة”. إن هذا الحديث هدية وخطة هجوم قُدمت على طبق من ذهب إلى دونالد ترامب، وتأكيداً لاعتقادي القائم منذ فترة طويلة بأن سياسة التعاطف المزيف أكثر فتكًا بكثير من سياسة الهجوم المفتوح.
كاد بايدن أن يغادر المنصة الليلة الماضية عندما عاد إلى المنصة ليُسأل سؤالًا عن النزاع بين إسرائيل وغزة، وفيه أشار للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن طريق الخطأ بأنه “الرئيس المكسيكي”. كان من المتوقع أن يحدث ذلك في اللحظة التي كان يصر فيها على أن ذاكرته بحال جيدة، تمامًا كما يعتبر حقيقة لا يمكن إنكارها أن الأشخاص الذين يصححون قواعد اللغة أو الإملاء لشخص آخر عادة ما يقعون في خطأ لا إرادي خلال هذه العملية. دعونا نُسميها لعنة المدققين – أو بالفعل، لعنة المدقق.