بعد الإعلان عن إرسال الرد الإيراني على رسالة دونالد ترامب عبر سلطنة عُمان، انشغلت المحطات الإعلامية والتحليلية المتابعة لهذه القضية بطرح تحليلات وسيناريوهات تتسم بالغموض والتناقضات. فمن جهة، تشير بعض المصادر الإخبارية إلى إمكانية تصعيد التوترات بين الخصميّن اللدوديّن واقترابهما من الخيار العسكري، بينما تشير تقارير أخرى إلى أن الفرصة لاتزال مُتاحة أمام فتح الطريق للخيار الدبلوماسي وإمكانية إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الطرفيّن. وقد أدى هذا التناقض والتنوِّع في التقارير إلى حدوث إرباك في تحليل وتقييم الوضع.
إن الحجم الهائل للتقارير الإخبارية وتعدد مصادرها، إلى جانب التناقضات الموجودة فيها، جعل من الصعب على المحللين التنبؤ بما سيؤول إليه التصعيد الراهن. وفي الوقت نفسه، ساهمت وسائل الإعلام الدولية في تعقيد الأجواء من خلال اختيار رواياتها الخاصة. لذا، فإن النقطة المؤكدة الوحيدة التي يمكن الإشارة إليها هي عدم اليقين في تحليل الوضع الحالي وإستشراف مساراته.
وزاد من هذا الغموض الموقف الأول للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وذلك بعد يوم من إعلانه أن إيران سترسل ردها على رسالته عبر سلطنة عمان، حيث كرّر ادعاءاته السابقة بشأن دور إيران في توفير طائرات مسيّرة فعّالة لروسيا في هجماتها على أوكرانيا، قائلاً إن “إيران مُدرجة في قائمة الأمور المهمة لأمريكا” .
كما أشار ترامب إلى الرسالة التي أرسلها إلى المسؤولين الإيرانيين، والتي أكد فيها ” أن تفضيله الأساسي هو حل القضايا مع إيران من خلال الدبلوماسية”. ومع ذلك ، فقد صرّح بوضوح أنه إذا فشلت إيران في الانخراط في المفاوضات ، فستواجه عواقب وخيمة” .
في مثل هذه الأجواء المتوترة، تبقى جميع السيناريوهات مطروحة. حيث توجد إمكانية تصعيد التوتر في الموقف، وقد يصل الأمر إلى اللجوء للخيار العسكري، رغم أن مثل هذا الخيار سيكون مُكلفاً وخطيراً.