يعيش العراق راهناً مرحلة حاسمة مليئة بالتحديات والتحولات على الصعيديّن المحلي والدولي ، سيما بعد عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. خلال ولايته السابقة، كان ترامب يركّز على المصالح الاقتصادية وإبرام التحالفات، وتجنّب التدّخل العسكري المباشر. مع عودته للحكم، تظهر أمام العراق تحديات جديدة تتعلق بالمجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والتجارية والطاقة والعلاقات الإقليمية، خصوصاً في ظل تصاعد التوتر في العلاقات الأمريكية – الإيرانية.
1-التحديات السياسية
تُشير التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة وإيران، خاصةً في ظل عودة إدارة ترامب المعروفة بمواقفها المتشدِّدة تجاه طهران، إلى احتمالية حدوث تصعيد جديد في العلاقات بين الجانبيّن. وتُعَدّ هذه الوضعية أمراً مُحرجاً للعراق، الذي يُعتبر ساحة نفوذ رئيسية لكلا القوتيّن، فقد يؤدي هذا التصعيد إلى زيادة الضغوط العسكرية في المنطقة، مما يُشكل تهديداً للأمن والاستقرار في العراق.
علاوةً على ذلك، قد تُسهم هذه التوترات في تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية الداخلية، حيث يواجه العراق تحديات عديدة نتيجةً لتقلبات الصراع الإقليمي. كما يمكن أن تتأثر العلاقات بين العراق وجيرانه بشكل كبير، مما يُزعزع التوازن الإقليمي ويخلق بيئة غير مستقرة.
هنالك أيضاً أصوات تتعالى من الداخل الأمريكي تدعو إلى الإسراع في تنفيذ إصلاح سياسي شامل في العراق لإنقاذ البلاد من المخاطر. يشمل ذلك، وفق الرؤية الأمريكية، إخراج العراق من منطقة النفوذ الإيراني وحصر السلاح بيد الدولة، ليظهر العراق كدولة مستقلة.