في ندوة “المنبر” عن توجهات السياسة الأميركية:
د. لقمان الفيلي: سنكون أمام جمهورية أميركية جديدة في ولاية ترامب الثانية
دأب مركز “المنبر” للدراسات والتنمية المستدامة على تنظيم الندوات التي تتناول قضايا حيوية يحاضر فيها نخبة من الخبراء في السياسة والتنمية المستدامة في المجالات كافة.
في هذا السياق نظّم المركز مؤخراً ندوة سياسية عن استقراء مسارات السياسة الأميركية تجاه العراق والمنطقة في عهد الرئيس المُنتخب دونالد ترامب، وقد حاضر فيها سفير العراق السابق لدى الولايات المتحدة والسفير الحالي في المانيا الإتحادية الدكتور لقمان الفيلي، بما لديه من خبرة وفهم معمق للمجتمع السياسي الأميركي، حيث تناول آليات العملية الانتخابية في الولايات المتحدة والعوامل المؤثرة فيها، والحراك الداخلي الأميركي حول النفوذ والسلطة، والتأثيرات التي ستتركها إدارة ترامب القادمة على فرص الحرب والسلام في أكثر من أزمة إقليمية ودولية بما في ذلك الصراع المتفجّر راهناً في الشرق الأوسط.
استهل الدكتور لقمان محاضرته بالقول إن قوة أميركا لا تكمن فقط في اقتصادها القوي واسلحتها المتطورة وإنما أيضاً في طموحها السياسي للتوسع وبسط النفوذ على الساحة العالمية وتوظيف كل الإمكانات لتحقيق هذا الهدف، موضحاً أن الولايات المتحدة لديها مؤسسات كبيرة واستثمارات هائلة على النحو الذي يجعلها قادرة على تعويض أي خسارة تتعرض لها.
وتحدث الدكتور الفيلي عن فوز ترامب والحزب الجمهوري في الانتخابات الأخيرة ، قائلاً:
لقد جرى انتخاب ترامب هذه المرة بأصوات أكثر من السابق وحاز حزبه على الأغلبية في مجلسيّ الشيوخ والكونغرس، ولإحكام سلطاته قام ترامب مبكراً بتعيين 200 قاضي فيدرالي مدى الحياة ( بموجب الدستور الذي لايُحدِّد فترة لعملهم ) في المحكمة الإتحادية، وهذه المحكمة هي بمثابة البوصلة الأخلاقية للولايات المتحدة.
هنالك قناعة سائدة الآن داخل أميركا بأن المنظومة كلها أصبحت مُكمِّلة لبرنامج ترامب، نعم هنالك من يعارض ترامب وسيقف ضده وهؤلاء من النخب المؤثرة التي لا يُستهان بها وهم فنانون ورياضيون وناشطون ديموقراطيون، وهذا يعني أننا أمام حراك داخلي أميركي حول السلطة والنفوذ، وهنا تجدر الإشارة إلى وجود صراع واختلافات بين رجال الأعمال وتحديداً بين رجال الجيل الجديد الألكتروني الذي يختلف عن جيل التصنيع الذي كان يتمتع بنفوذ واسع في القرن الماضي.
وأضاف الفيلي: عند مراجعة ولاية ترامب الأولى سنرى أنه واجه تحديات كبيرة، وهو بدوره أوجد قضايا جديدة ومنهج جديد في التعامل مع الصين ومع الإتحاد الأوربي حيث سعى للتقليل من شأن دول الناتو وبذلك فقد غيّر ترامب في ولايته الأولى المسلمات في السياسة الأميركية.
الآن في ولايته الثانية يمتلك ترامب الشرعية والمشروعية لمواصلة نهجه وبرنامجه الذي أطلق عليه تسمية إعادة أميركا قوة عظمى وفرض السلام بالقوة.
والتوقع السائد هو أن ترامب سيمضي في سياسته الداخلية والخارجية بدون تردد وسيكون أكثر شجاعة وجرأة في إتّخاذ القرارات لأنه لا يخشى هذه المرة من عدم إعادة إنتخابه حيث لايسمح الدستور الأميركي بترشِّحه لولاية ثالثة.