اصداراتالامن والدفاعالمواضيع السياسيةمقالات مترجمة

سيرة “الناتو” الإمبريالية وضحاياها

قسم الابحاث و الترجمة

الكاتب: بيليانا فانكوفسكا

المصدر: موقع “Counterpunch” نشر بتاريخ 11 تشرين ثاني 2024

في صيف عام 1999، بعد أشهر قليلة من قصف حلف شمال الأطلسي لجمهورية “يوغوسلافيا” المستقلة، دون تفويض من مجلس الأمن في الأمم المتحدة، استمعت إلى محاضرة ألقاها البروفيسور الراحل يوهان غالتونغ، المعروف بنزاهته وشجاعته الفكرية، والملقب بـ “أبي أبحاث السلام”.

لم يُلطّف غالتونغ الكلمات، وقال بصراحة: “هذا العالم لديه مشكلة اسمها الولايات المتحدة الأميركية”.

للأسف، بعد 25 عاماً، تبدو كلماته نبوية أكثر من أي وقت مضى. أوكرانيا هي مجرد مثال واحد من بين العديد من الأمثلة. بعد نهاية الحرب الباردة، صوّرت الولايات المتحدة نفسها كصانع السلام النهائي والبطل العالمي للديمقراطية. ولكن بدلاً من حلِّ حلف شمال الأطلسي، الذي لم يعد مبرر لوجوده بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو، سعى الحلف إلى التوسع بلا هوادة تحت ستار نشر السلام والديمقراطية.

ويبدو أن هذا الطاغوت عازم الآن على التحول إلى “حلف شمال الأطلسي العالمي” ، بمعنى آخر، يسعى لجعل الأمم المتحدة عتيقة. حتى الآن، نجح في إقناع الكثيرين منا بأن الأمم المتحدة باتت عاجزة وغير ذات صلة.

ومن الدروس المستقاة من بحوث غالتونغ ومن نهجه في تحليل الصراع لفهم أسبابه الكامنة، يجب تحديد ثلاثة عناصر رئيسية: المواقف، القوى المؤثرة والمستفيدة، والتناقض في الأهداف بين الجهات الفاعلة. وعلى أساس هذا التشخيص، يُحدّد العلاج.

لكن، وللأسف، يبدو الأمر كما لو كان العالم في ساعة مظلمة لدرجة أن التشخيصات الصحيحة والتنبؤات السليمة أثبتت عدم جدواها. فقد فشلت في منع الأزمة في أوكرانيا، ناهيك عن الصراعات المدمرة الأخرى، مثل الإبادة الجماعية المستمرة في فلسطين.

إن الإندفاع نحو التركيز على العلاج في كيفية إنهاء العنف يقع في مفارقة مزعجة، وفي سياق “أورويلي” – نسبة للكاتب جورج أورويل- لأن ما يُسمى الغرب الجماعي يُعامل أولئك الذين يدافعون عن وقف إطلاق النار ويتبنون السلام أو المفاوضات أو الحلول الدبلوماسية بريبة وعدوانية. وكما قال الصحفي المستقل آرون ماتي: “لا يوجد شيء أكثر إثارة للجدل من أي مقترح للسلام في وسائل الإعلام الحكومية التابعة لحلف شمال الأطلسي”.

 

لقراءة المزيد اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى