اصداراتالاقتصاد والتنميةاوراق بحثية

إرتفاع نسبة الإعالة في المجتمع العراقي المعاصر التحديات والحلول

الباحث الدكتور حسن الصرّاف

الباحث الدكتور حسن الصرّاف*

تنطلق هذه الورقة البحثية من جزئيةٍ بالغة الأهمية في إحصائيات السكّان في العراق، وهي أن «نسبة السكّان في الفئة العمرية أقل من ١٥ سنة –بحسب تقديرات عام 2023- تشكّل حوالي (٤٠٪) من مجموع السكّان» و«يشكّل الشباب ضمن الفئة العمرية (١٥-٢٤) سنة نسبة (٢٨٪) من مجموع السكّان» هذا يعني أن المصدر الحكومي الرسمي لإحصائية السكان في العراق يخبرنا بأنَّ ما يقارب الـ68% من نفوس البلد هم دون ال24 سنة!

ماذا يعني ذلك؟

يعني أنّ ما يقارب نصف الشعب العراقي (أي الفئة العمرية دون الـ15 سنة) بحاجة إلى إعالة، وبلغةِ علم الاقتصاد «نسبة الإعالة- dependency ratio» في العراق مرتفعة جداً، أي أنَّ متوسط عدد الأشخاص الذين يتوجب إعالتهم داخل كلّ أسرة بالمقارنة مع عدد السكان النشيطين نسبته كبيرة، فبحسب ما ذكرت مجلة (سيو وورد) الأمريكية احتلّ العراق المرتبة الـ 46 عالمياً من أصل 212 دولة والسابعة عربياً بأعلى نسبة إعالة لِلسكّان. وهذا يعني تحدياً اقتصادياً كبيراً، حيث يتحمّل السكّان في سنّ العمل عبء إعالة عدد كبير من الأطفال الصغار وكبار السن وإذا تذكّرنا أن عدد نفوس العراق بحسب تقديرات عام 2023 بلغ (٤٣) مليون و(٣٢٤) الف نسمة فقد يتضح كم هي أعداد الفئة العمرية دون الـ15 سنة، وإذا جمعناهم مع الفئة العمرية (15-24) سنة كم سيكون عددهم؟! الناتج سيكون أكثر من نفوس بعض الدول العربية،  وكلّ هؤلاء سيدخلون في العقود القادمة مجال العمل وسيخوضون معترك الحياة، مما يجعل مستقبل البلد مرهوناً بهم.

أمّا السؤال الأهم الذي يُعرض في هذا الصدد فهو: ما هي السياسات العامة التي يُفترض اتخاذها لضمان مستقبل ما يُقارب 68% من سُكّان العراق؟ وتتفرع عن ذلك أسئلة أخرى عن واقع الأطفال واليافعين (أو المراهقين) والشباب في العراق الذين يشكّلون هذه النسبة المرتفعة من السكّان، فما هي احتياجاتهم؟ وما هي الخطط المُعدة لتأمينها؟

 تحاول هذه الورقة البحثية أن تجيب عن هذه التساؤلات بإيجاز، مع تسليط الأضواء على المتطلبات الأولى قبل رسم السياسات العامة بهذا الخصوص، والتحذير من خطورة إهمال السياسات العامة المنشودة لتأمين واقع ومستقبل هذه الفئة العمرية من سكان العراق. ومن الواضح أن كلّ فقرة من هذه الورقة بحد ذاتها تشكّل موضوعاً لمشاريع بحثية مستقلة.
لقراءة المزيد اضغط هنا

زر الذهاب إلى الأعلى