البعد الإستراتيجي لتداعيات الحرب على لبنان
مع استمرار الحرب الإسرائيلية على لبنان، وضربات حزب الله في “إسرائيل” تتضّح للمراقبين الأبعاد العسكرية والإستراتيجية لهذا التصعيد المتبادل ومدى تأثيره على مختلف أوجه الحياة في لبنان فضلاً عما يتركه من تداعيات على الوضع الإقليمي ومستقبل المنطقة.
الأبعاد العسكرية في التصعيد الراهن
أعلن الجيش الإسرائيلي مؤخراً عن تعرضه لأكثر من 100 صاروخ أُطلقت من لبنان، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في مناطق شمال إسرائيل. بعض هذه الصواريخ استهدفت مواقع عسكرية، مثل قاعدة “رامات ديفيد” ومجمعات صناعية في حيفا.
واوردت بعض الصحف تقاريراً عن تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان، ومدى تأثير ضربات حزب الله في “إسرائيل”، وأشارت إلى: إنّ حزب الله يقاوم، ويكمُن للقوات الإسرائيلية، ويكثّف الضربات عبر الطائرات من دون طيار والصواريخ، في عمق “إسرائيلولفتت إلى أن هجمات حزب الله تدل على أنه، رغم محاولات إضعافه، لا يزال قادراً على تحويل أشد صراع شهدته لبنان منذ عقود إلى حرب استنزاف طويلة ضد “إسرائيل”.
وعلى الرغم من أن الأهداف المزعومة لـ “إسرائيل” من الحرب تتمثل في إعادة الإسرائيليين إلى الشمال، إلاّ أن الضربات الصاروخية لحزب الله تسبّبت في تشريد عشرات الآلاف من الإسرائيليين واستنزاف مواردهم مما دفع “إسرائيل” للإنفاق بشكل كبير لإعتراضها. كما أن محاولات “إسرائيل” غزو جنوبي لبنان أخذت تعزّز من قوة هجمات حزب الله.
في هذا السياق، يعتقد البعض أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يُعتبر بلطجياً مخموراً ومسلحاً بدعم من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، قد تؤدي أفعاله العنيفة إلى إنفجار لعبته القاتلة في وجهه ووجه “إسرائيل” أخيراً.
التحديات التي تواجه لبنان في هذا الصراع
اندلعت الأعمال العدائية عبر الحدود من قبل إسرائيل ضد لبنان وبالخصوص ضد حزب الله بعد أن بدأت الجماعة اللبنانية المسلحة في إطلاق الصواريخ نحو شمال إسرائيل وما حولها دعماً للفلسطينيين في 8 تشرين الأول 2023، وذلك بعد يوم واحد من الهجوم المميت الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل.
وفي تصعيد دراماتيكي، غزت إسرائيل جنوب لبنان في 30 أيلول من هذا العام بهدف تدمير أسلحة حزب الله وبنيته التحتية من خلال غارات وحشية على الجنوب البناني والضاحية الجنوبية في بيروت. وتشير صور الأقمار الصناعية وكذلك صور الرادار والسجلات العسكرية إلى أن القصف الإسرائيلي الأخير ركّز على المنطقة الحدودية الجنوبية، لكنه توسع ليشمل المناطق الوسطى والشمالية، بما في ذلك وادي البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت].
أدى القصف الإسرائيلي المكثّف على لبنان خلال أسبوعين إلى إلحاق أضرار بالمباني تفوق ما حدث خلال عام من الاشتباكات مع حزب الله وفقًا لبيانات الأقمار الصناعية. وُتظهر البيانات أن أكثر من 3600 مبنى في لبنان قد تضرّر أو دُمر بين 2 و16 تشرين الأول 2024، مما يمثل حوالي 54% من إجمالي الأضرار المقدّرة منذ اندلاع الأعمال العدائية على لبنان قبل عام، حيث تصاعدت حدة النزاع بعد الحرب على غزة، مما أدى إلى زيادة الأعمال العسكرية من كلا الجانبين.