المصدر: جريدة “هم ميهن”
الكاتب: محمد خواجوئي
قال محمد خواجوئي، المُحلل السياسي للشؤون اللبنانية، في حوار مع صحيفة “هم میهن” الصادرة في طهران، “إن تدخّل حزب الله في الحرب مع إسرائيل قد غيّر معادلات الردع في المنطقة، وكان الهدف الأساسي هو أن تكون هذه القوة الرادعة مانعاً من نشوب الحروب، لأن سلاح الردع يمارس تأثيره عندما لا يُستخدم”
وأضاف مدير قسم دراسات لبنان في مركز الأبحاث الاستراتيجية للشرق الأوسط: “في ظل عدم وجود دعم لأمين عام حزب الله، وإلى جانب تراجع المقاومة الفلسطينية، فقد خسرت إيران بالطبع جناحيّن من أجنحة قوتها في المنطقة لفترة طويلة على الأقل، وهذا يقلّل من قدرة إيران على المناورة في المعادلات الحالية في المنطقة، ويقلّل بالطبع حتى من أدوات الضغط التي تمتلكها إيران في المفاوضات السياسية إلى حد كبير”.
فيما يلي نص الحوار:
– لأكثر من ١٨ عاماً، بعد حرب الـ ٣٣ يوماً بين إسرائيل ولبنان في عام 2006، استطاع حزب الله أن يحافظ على قوة ردعه ويزيدها من خلال خلق توازن الرعب، وذلك في مواجهة إسرائيل. وقد شكّل جزء من هذا التوازن نشر أخبار حول وجود أسلحة إيرانية في ترسانة الحزب، وتحديداً وجود صواريخ باليستية. إلاّ أن التطورات التي حدثت في الأسابيع الأخيرة أثارت شكوكاً حول ما إذا كان هذا الردع مجرد دعاية، وأن حزب الله – بافتراض وجود صواريخ في الجنوب – لم يحصل على الإذن لاستخدامها. ما هو تحليلك لهذا الشك الذي ألقى بظلاله على قوة ردع الحزب؟
* ما زلت أعتقد أن عنصر الردع لايزال موجوداً، لماذا أقول ذلك؟ لأن هذا الوضع، أي عدم وجود حرب بين الطرفين منذ عام 2006 حتى عام 2023، كان قائماً على أساس ما، ولم يكن صدفة. فقد شهد الطرفان صراعات وحروباً على مدار سنوات، وهذه الفترة التي يمكن اعتبارها قريبة من عقديّن كانت نتيجة للتوازن الذي تم خلقه بعد عام 2006. وعلى أي حال، فإن تفوق إسرائيل الإستخباراتي يمكن أن يكون دليلاً على أن ما كان يملكه حزب الله لم يكن مجرد دعاية، وأن إسرائيل على الأقل كانت تعرف مدى قوة الحزب.
لو كان حزب الله خصماً سهلاً لإسرائيل، لكان الكيان الصهيوني قد حاول التخلص منه في وقت مبكر جداً. لذلك، فإن الهيكل الرادع الذي تم إنشاؤه منذ عام 2006 كان يعتمد بالكامل على قدرة الطرفيّن على تدمير بعضهما البعض، وهذا ما أدى إلى عدم رغبة الطرفيّن في الحرب، بل تعدى ذلك إلى أن قدرة حزب الله جعلت هذه القوة فعالة ومؤثرة حتى في مجال الاتفاقات السياسية، وأهم مثال على ذلك الاتفاق الذي تم التوصل إليه قبل عاميّن بين إسرائيل ولبنان بشأن تحديد الحدود البحرية.
إذن نحن نتحدث عن عنصر حقيقي على أرض الواقع. ولكن دخول حزب الله في حرب مع إسرائيل قد غيّر المعادلات في تلك المنطقة، والهدف الأساسي كان أن تكون هذه القوة الرادعة سبباً في عدم نشوب الحرب، لأن الردع بالسلاح يؤتي ثماره عندما لا يُستخدم.