الباحث الكاتب: حيدر الخفاجي
سياسة الجوار هي مفهوم سياسي يشير إلى العلاقات الودية والتعاون بين الدول المجاورة، وقد تم تبني هذا المصطلح بشكل بارز في السياسة الخارجية للولايات المتحدة، خاصة خلال إدارة الرئيس فرانكلين روزفلت.
تبدأ سياسة الجوار بإرادة من الحكومات المعنية، حيث تسعى هذه الحكومات إلى تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة من خلال سياسات وتوجهات محددة، وتستمر هذه السياسة بدعم من الجهود النشطة لجهات فاعلة غير حكومية، مثل منظمات وقوى المجتمع المدني، والشركات والمؤسسات الخاصة.
هذه الجهات غير الرسمية، تُعد عنصراً أساسياً لتحقيق الفوائد المرجوة من سياسة حُسن الجوار لأنها تلعب دوراً مهماً في تعزيز التعاون وتبادل المعارف والعناصر والنتاجات الثقافية بين البلدان المتجاورة، وتُعبِّر في الوقت ذاته عن “الثقة المتبادلة” بين الحكومات التي تؤدي بدورها إلى نتائج إيجابية مثل الإستقرار السياسي، والأمن الإقليمي، والتنمية الإقتصادية.
وبناءاً على ذلك، فإن سياسة الجوار تعتمد بشكل كبير على التعاون بين الحكومات والجهات الفاعلة غير الحكومية، وتُحقِّق نجاحها من خلال بناء الثقة المتبادلة. هذه الديناميكية تساهم في تعزيز العلاقات الإيجابية وتحقيق الأهداف المشتركة بين الدول المتجاورة.
جمهورية إيران الإسلامية اعتمدت في السنوات الأخيرة إستراتيجية “سياسة الجوار” كأولوية في سياستها الخارجية، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع الدول المجاورة لها، خاصة مع دول مجلس التعاون. وتأتي هذه الاستراتيجية في سياق محاولات إيران لتخفيف عزلتها الدولية وتعزيز دورها الإقليمي.
في المرحلة الراهنة تتجه السياسة الخارجية الإيرانية بفاعلية أكبر نحو “الحوار والانفتاح”، حيث يسعى الرئيس الجديد بزشكيان إلى إعادة التوازن بين الأبعاد الأيديولوجية والبراجماتية للسياسة الخارجية. هذا التوجه يعكس رغبة إيران في رفع العقوبات الاقتصادية وتحسين وضعها الداخلي.
على هذا الصعيد يُعتبر العراق الخيار الأكثر استحساناً لإيران في سياقات متعددة، خاصة في مجالات السياسة الإقليمية والتعاون الدولي.
فيما يلي بعض النقاط التي توضح هذا المفهوم بناءاً على المعلومات المتاحة:
أولاً – الاستقرار السياسي:
يسعى العراق إلى تحقيق استقرار سياسي داخلي، وهو ما يجعله خياراً جذاباً للدول الأخرى التي ترغب في تعزيز علاقاتها معه. الحكومة العراقية الحالية تأمل في بناء علاقات جيدة مع جيرانها وتعزيز الثقة المتبادلة، مما يعزّز من مكانته كدولة محورية في المنطقة.