المصدر: موقع “سي إن إن”
الكاتب: سيمون مكارثي
لقد أدّت الساعات الثمان وأربعون الماضية في الشرق الأوسط، والتي إغتالت فيها “إسرائيل” زعيم حزب الله حسن نصر الله واستمرت في قصف مدن وقرى في جميع أنحاء لبنان، أدّت إلى تفاقم المخاوف من أن هذا الصراع المستمر منذ فترة طويلة قد يتحوّل إلى حرب إقليمية أوسع.
إغتيال نصر الله، في سلسلة غارات جوية إسرائيلية ضخمة على ضاحية بيروت، يمثّل تصعيداً كبيراً في الصراع بين “إسرائيل” وحزب الله، الذي كان يطلق النار على شمال “إسرائيل” منذ بدء حربها على غزة.
كما أنّ الإغتيال أحدث ضربة في سلسلة من الضربات الكبرى لحزب الله، إذ اغتالت “إسرائيل” حتى الآن العديد من قادة الحزب، وفجّرت أجهزة النداء واللاسلكي المملوكة لأعضاءه في وقت سابق من هذا الشهر، ممّا أسفر عن مقتل العشرات وجرح الآلاف.
وحذّرت “إسرائيل” من أن “حقبة جديدة” من الحرب تبدأ مع تحرك “مركز ثقلها” شمالاً، في إشارة إلى الحدود اللبنانية. وأحد أهدافها المعلنة في الحرب هو إعادة عشرات الآلاف من المدنيين الذين شردهم القتال عبر الحدود مع لبنان.
ووفقاً لمسؤولين حكوميين لبنانيين، فقد نزح مئات الآلاف داخل لبنان بسبب القتال الأخير، في حين قُتل أكثر من ألف شخص منذ تصاعد الغارات الجوية الإسرائيلية الأسبوع الماضي.
وتثير “إسرائيل” إحتمال القيام بتوغّل بريّ في لبنان، والذي إذا تمّ تنفيذه، سيكون الغزو الإسرائيلي الرابع للبلاد خلال السنوات 50 لماضية. وقد تعهد حزب الله بأنه “سيواصل معركته لمواجهة العدو”، في حين أكدت إيران تضامنها مع الجماعة كجزء من شبكتها من الوكلاء الإقليميين.
إليك ما نعرفه حتى الآن وأين قد تسير الأمور بعد ذلك.
تصاعد الصراع
قصفت “إسرائيل” ما تقول إنها أهداف لحزب الله في العاصمة اللبنانية بيروت وأماكن أخرى في البلاد، بما في ذلك الهجوم على الضاحية الجنوبية للعاصمة والذي أدى إلى إغتيال نصر الله.
وقعت بعض الضربات في مناطق مكتظة بالسكّان، مما أدى إلى تسوية المباني السكنية بالأرض. وتقول “إسرائيل” إن حزب الله يُخزِّن أسلحة في مبانٍ مدنية، وهو ما تنفيه الحركة، فيما تتهم “إسرائيل” حزب الله بإستخدام السكان “كدروع بشرية”.
ويقول المدنيون اللبنانيون إنهم لا يستطيعون الإستجابة لتحذيرات “الجيش الإسرائيلي” بتجنّب الأماكن التي ينشط فيها حزب الله لأن الجماعة سرِّية للغاية، وغالبا ما تأتي التحذيرات قبل دقائق فقط من ضرب المباني.
ويفر سكان الضاحية الجنوبية لبيروت هرباً من القصف “الإسرائيلي”، حيث شوهد كثيرون ينامون في أماكن عامة دون ترك مساحة في ملاجيء مؤقتة.