المصدر: دبلوماسي إيراني
الكاتب: نويد کمالی
يُعتبر إغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في طهران وما تلاه من أحداث، نقطة تحول في الأوضاع الإقليمية والدولية في غرب آسيا، وتُعد الأحداث الظاهرة والخفية بعد ذلك مؤثرة جداً وأن الصورة المستقبلية للمنطقة ستتأثر بعواقبها. بعبارة أخرى، فإن العمل الإرهابي الذي قام به النظام الصهيوني بتنفيذ عملية إرهابية صاخبة في قلب طهران كان يعني في الواقع استمراراً في المغامرة والغطرسة وتجاوز الخط الأحمر لطهران، ويمكن أن يكون له تأثير كبير على الآفاق المستقبلية للمنطقة
وخلافاً لتوقعات النظام الصهيوني، أكدت طهران بوضوح ضرورة الرد على هذا العمل الإرهابي، ولكن دون تحديد الزمان والمكان بالضبط.
أزاء ذلك أصبحت إسرائيل، التي ادّعت لسنوات أنها تمتلك أقوى هيكل استخباراتي وتجسّسي في العالم، في وضع معقد وغير متوازن. ويرى المحللّون السياسيّون أن عدم اليقين بشأن وقت ونوعية الرد الإيراني قد فرض تكاليف باهظة على النظام الصهيوني وأثرَّ بشدة على الأجواء النفسية والأمنية في المنطقة، حتى أن بعض وسائل الإعلام العبرية تتحدث عن انتشار الأمراض النفسية في المجتمع الإسرائيلي المذعور.
الغموض في نوعية وتوقيت الرد الإيراني:
أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها النظام الصهيوني في مواجهة هذا الوضع هو عدم اليقين والغموض فيما يتعلق بوقت وطريقة الرد الإيراني. وهذا الغموض، خاصةً عندما تتعامل إسرائيل مع أزمات داخلية وخارجية متعددة، قد فرض ضغوطاً كبيرة على سياسييّ هذا النظام ومؤسساته الأمنية. وبينما يتحدث بعض المحللين الإسرائيليين والأميركيين عن رد فعل وشيك، فإن تأخر رد الفعل الإيراني وعدم الوضوح بشأن طبيعته جعل إسرائيل في وضع تأثر فيه تركيزها وقدراتها الأمنية بشدة.
كما تسبّب هذا الوضع في إرباك إسرائيل الشديد وضغطها النفسي على مختلف الجبهات. فمن ناحية، تحاول وكالات الإستخبارات الإسرائيلية الحصول على تنبؤات دقيقة حول رد فعل إيران المحتمل، لكن من ناحية أخرى، فإن طول فترة الإنتظار وعدم رد فعل إيران الفوري جعل هذه التوقعات تواجه تحديات خطيرة.
وتظهر هذه المسألة بوضوح في تصريحات السلطات الإسرائيلية التي تتحدث عن جهوزية دائمة لقواتها الأمنية والعسكرية، لكنها في الوقت نفسه تشعر بالقلق من تأخر الرد الإيراني وتبعاته المحتملة.