ندوة تخصصية لمركز المنبر عن داعش والتواجد العسكري الأميركي في المنطقة
نظّم مركز المنبر للدراسات والتنمية المستدامة، في 17 أغسطس 2024، ندوة تخصصية عن “تنظيم داعش وعلاقته بالوجود الأمريكي في المنطقة” بمشاركة نخبة من الباحثين والخبراء في مجال الأمن والسياسة الدولية.
أدار الندوة الباحث طالب الأحمد، وحاضر فيها كلاًّ من اللواء الركن المتقاعد الدكتور عماد هادي الربيعي، المستشار في مؤسسة بيرغوف الألمانية للسلم العالمي ومركز النهرين للدراسات، والدكتور باسم علي خريسان، أستاذ السياسة الدولية في جامعة النهرين والباحث في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في جامعة بغداد.
الدكتور الربيعي قدم ورقة بحثية تحت عنوان: “داعش الارهابي.. التحدي، وقدرات الاستجابة”، خلص فيها للقول: أن هجمات تنظيم داعش الارهابي قد تعزز موقف المعارضين لإخراج القوات الامريكية من العراق، حيث بات من الواضح أن واشنطن تراهن على احتمال تجديد طلب الحكومة العراقية، دعما أمريكيا للسيطرة على الأمن داخل الدولة، خاصة وأن الإختلال الأمني سبق وأن ارتبط بالانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011. الاّ أنه في ذات الوقت فان الإشكالية السياسية الاخرى التي يواجهها العراق تتمثل في أن هذه الظروف نفسها تبدو وكأنها وفرت مبررًا وأسبابًا لبقاء فصائل وتشكيلات المقاومة الإسلامية، (التي تطالب بانسحاب القوات الامريكية) لحيازتها السلاح لمواجهة التنظيم الإرهابي.
فيما قدم الدكتور خريسان ورقة بحثية تحت عنوان (الإرهاب – داعش – أمريكا في العراق) لفت فيها النظر إلى أن “التحدي المتمثل في التطرف ليس عسكريًا فقط بل ينبع أيضًا من المظالم الاجتماعية بين المكونات الرئيسية للمجتمع العراقي”، ورأى أنه بعد الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش وتدمير شبكاته الحضرية، “لا يزال هذا التنظيم يحتفظ بوجود في المناطق الريفية الصحراوية، مما يشكل قاعدته الأساسية. وبدون ردع نشط ومستمر، قد تسعى هذه القوى إلى الاستفادة من تدهور الوضع الأمني والحكومي في المناطق التي كانت تحت سيطرتها سابقاً”.
بعد عرض الورقتيّن البحثيتيّن دارت نقاشات معمقة حول ماورد فيهما من رؤى وأفكار وتوقعات، وأعتبر مدير الندوة هذا النقاش مؤشراً على حيوية المجتمع العراقي ونخبه الثقافية والفكرية، وعلى قدرة هذه النخب في توليد أفكار جديدة ومُلهمة، مما يبعث الأمل على قدرة العراق في التأسيس لنهضة حضارية معاصرة.