مركز المنبر يفتح باب الحوارعن إنعكاسات حرب غزة على الوضع العراقي.
نظّم مركز المنبر للدراسات والتنمية المستدامة في 25 تموز ندوته الحوارية الدورية تحت عنوان “حرب غزة وانعكاساتها على الأمن القومي العراقي”.
أدار الندوة الدكتور ابراهيم العبادي الذي تحدث في مستهل تقديمه لضيفيّ الندوة عن الأبعاد الإنسانية العميقة لما يجري في غزة من مأساة نقلت بدورها القضية الفلسطينية من قضية شعب عربي مسلم يعاني استمرار الاحتلال والعدوان إلى قضية تتصل بمستقبل الإنسانية في ظل إستمرار الغطرسة الغربية وإنهيار منظومة قيم أنموذجه الديموقراطي الذي بشرّ به العالم بعد إنتهاء الحرب الباردة بين المعسكريّن الغربي والشرقي.
قُدمت للندوة ورقتين بحثيتيّن، الأولى للدكتور عصام حاتم السعدي نائب مستشار الأمن الوطني العراقي.
والثانية للدكتور محمد صادق الهاشمي مدير مركز العراق للدراسات.
في ما يلي عرضاً موجزاً لأهم ما جاء في الورقتيّن البحثيتيّن، وما طرحه الحضور في النقاشات مع الأستاذيّن السعدي والهاشمي في ختام الندوة:
1- ورقة الأستاذ عصام حاتم السعدي:
لقد تركت حرب غزة آثار واسعة على المستوييّن الإقليمي والدولي، وكان لها تأثير كبير على الموقف السياسي العراقي حيث وقفت حكومة السوداني مع الشعب الفلسطيني وأدانت جرائم كيان الإحتلال ضد المدنيين في غزة، وكان لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني موقفاً شجاعاً وصريحاً في هذا الصدد يختلف عن مواقف أقرانه في البلدان العربية.
لهذه الحرب إنعكاسات أمنية تطال الساحة العراقية سيما بعد قيام قوى المقاومة العراقية بإستهداف الكيان الصهيوني، كما ستكون لها تأثيرات إقتصادية في حال إستمرار التصعيد العسكري، ومن ذلك تقلبات أسعار النفط، وفي حال إندلاع حرب شاملة بين الكيان وقوى محور المقاومة فقد يؤدي ذلك إلى إغلاق الخليج أمام حركة التجارة وناقلات النفط بما يعنيه ذلك من تعطّل صادرات النفط العراقية عبر الخليج وبالتالي تأثر الإقصتاد العراقي وتعطيل المشاريع التنموية التي أطلقتها الحكومة الحالية، وهذا مما يستدعي العمل على تعزيز التعاون الإقتصادي الإقليمي لمواجهة كل الإحتمالات، ويمكن أن نشير هنا إلى أهمية التعاون الإقليمي لتنفيذ مشروع طريق التنمية.
من الإحتمالات الأخرى في حال إندلاع الحرب وتوسع دائرة الصراع أن نشهد موجات نزوح جماعي بإتجاه العراق.
على أن الأمر المهم في تداعيات حرب غزة هو أنها أسست لمفهوم الأمن القومي الإسلامي المقاوم واسقطت مفهوم الأمن القومي العربي الذي كان وهماً، وها نحن نشهد عدم وجود استراتيجية عربية تجاه القضية الفلسطينية مع استمرار الرهان العربي الرسمي على التسوية والتطبيع مع كيان الإحتلال.