المصدر: صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية
الكتاب: آدم رين وأوليفيا بيفرز وميغان ميسيرلي
هناك نوع جديد من الحزب الجمهوري يكشف عن نفسه في مؤتمره الوطني، فإذا نظرنا عن كثب، سنجد أنّ الحزب يتغيّر، إذ أصبح يتبنى بشكل متزايد الشعبوية الاقتصادية في الداخل والإنعزالية في الخارج، ويُغيّر موقفه من الإجهاض الذي دام عقوداً، ولم يعد حذراً من بعض المصالح التجارية فحسب، بل صار معادياً لها أيضاً.
قال نائب “ترامب” المُعلن عنه حديثا، السيناتور “جي دي فانس” من ولاية أوهايو، إن الحزب الجمهوري يمر في “فترة جمهورية متأخرة”، ويحتاج الحزب إلى “أن يصبح جامحاً للغاية”.
وهذا بالضبط ما يحدث في ميلووكي. إذ لم يكن الأمر يقتصر على إختيار ترامب لفانس، المعارض لمساعدات أوكرانيا، والذي قال ذات مرة: “أنا لا أهتم حقاً بما يحدث لأوكرانيا”، بل أيضاً اعتماد الحزب لبرنامج إجهاض مُخفّف، وانتقادات الشركات التي سمعها في قاعة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري.
إنّها نتيجة تضافر التغيّرات الإقتصادية والديموغرافية والثقافية، بما في ذلك الحركة العمّالية الصاعدة حديثاً التي يجد الحزب الجمهوري نفسه منجذباً إليها بشكل متزايد.
قال مارك شورت، الذي شغل منصب كبير موظفي نائب الرئيس مايك بنس من عام 2019 إلى عام 2021، وهو بعيد جداً عن هذه النسخة الجديدة من الحزب الجمهوري: “أعتقد أنّ ما نشهده الآن هو هجوم مباشر كامل على التيار المحافظ”، وأضاف أنّ “الحزب الجمهوري يبتعد عن القضايا الحياتية والزواج التقليدي، ويتبنى زيادة التعريفات الجمركية في جميع المجالات، لكنني أشعر كأننا ذهبنا إلى أبعد من ذلك عندما كان لديك متحدثون يقولون في الأساس إنّ حلف شمال الأطلسي كان مُخطئاً، ويشيرون إلى مُنشئي الوظائف باعتبارهم خنازير الشركات”، “ويدينون الحق الوطني في العمل”.
وتابع: “هذا يشكّل انحرافاً هائلاً عن المسار الذي سلكه حزبنا، ولا أعتقد أنه وصفة للنجاح”.
ولعل الأمر الأكثر إثارة للصدمة بالنسبة إلى بعض الجمهوريين الأكثر تقليدية هو الخطاب الناري الذي ألقاه رئيس مجموعة دولية لسائقي الشاحنات، شون أوبراين، في تاريخه الممتد 121 عاما، والذي تطرق فيه إلى النزعة الإقتصادية المحافظة التقليدية، وانتقد “نخبة الشركات”، موضحاً الضرر الناجم عن قوانين الحق في العمل، التي تم تمريرها في الغالب في الولايات التي يديرها الحزب الجمهوري.