“المصدر: موقع “تبيين
الكاتب: سید یوسف بجوهنده
سكة حديد الشلامجة – البصرة.. الخطوة الأولى للممر الإيراني- المتوسطي
عقب سقوط نظام صدام حسين وتشكيل حكومة جديدة في بغداد شهدت العلاقات بين البلديّن الجاريّن إيران والعراق نمواً ملحوظاً في جميع المجالات، سيما الإقتصادية والثقافية، حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بين البلديّن في السنوات الأخيرة إلى أكثر من 10 مليارات دولار، كما وصل تبادل الزائرين والسياح إلى حوالي 9 ملايين شخص سنوياً.
على الرغم من ذلك، لا تزال البنية التحتية للنقل، خاصةً في مجال السكك الحديدية، بين البلديّن غير كافية. ففي عام 2023، كان العراق رابع أكبر شريك تجاري لإيران من حيث المبادلات الإجمالية، دون النفط، وثاني أكبر وجهة لصادراتها. وتُظهر الدراسات أن صادرات إيران إلى العراق قد ارتفعت من 145 مليون دولار في عام 2001 إلى 9.8 مليارات دولار في عام 2023، بعد أن شهدت عدة موجات من الارتفاع. ومع ذلك، أدت سيطرة النظرة الأمنية وعدم الاهتمام بالإمكانيات الاقتصادية الاستراتيجية طويلة المدى، بالإضافة إلى تأثير العقوبات الأمريكية على إيران، إلى حصر فرص تعزيز الروابط التجارية بين البلدين في صادرات السلع والطاقة فقط. كما لم يتم وضع أي خطة استراتيجية لجذب الإستثمار من القطاع الخاص في العراق، وظلت التجارة الحالية بين البلديّن خاضعة للنهج التقليدي والتاريخي. وأدى ذلك، مع الأخذ بعين الإعتبار فرض العقوبات الأمريكية على إيران، إلى وضع المصارف العراقية تحت رقابة صارمة، مما أجبرها على الامتناع عن التعاون الرسمي مع إيران.
على هذا الأساس، يعتقد الخبراء أن إيران كان ينبغي عليها في السنوات التي أعقبت سقوط نظام صدام أن تبذل جهداً مضاعفاً لتعزيز البنية التحتية المتعلقة بمحطات النقل والتصدير إلى العراق وأن تكون لها حصة أكبر في عقود التجارة الثنائية لتنمية القطاع الخاص في العراق. ولكن لأسباب مختلفة، تمكّنت دولة مثل تركيا أن تتفوق على إيران في الاستفادة من فرص التعاون مع العراق وتحويل نفسها إلى جسر بين العراق وأوروبا.
بناءاً على ذلك، سعت الحكومة الإيرانية الثالثة عشرة، إلى جانب استمرار القدرات الموجودة، إلى تعويض أوجه القصور المذكورة من خلال تجديد عقد بيع الغاز للعراق وسداد ديون الحكومة العراقية لإيران بالكامل. وفي السياق ذاته، تم تنفيذ برامج مثل مشروع ربط سكة حديد الشلامجة – البصرة، وإنشاء مناطق صناعية مشتركة ومنطقة تجارية حرة مشتركة أيضاً. تُركّز هذه المقالة على الخطة الاستراتيجية المتعلقة بخط سكة حديد الشلامجة – البصرة.