المصدر: موقع “دبلوماسي إيراني”
الكاتب: محمد علي مهتدي
بدء العد التنازلي
تشهد منطقة شرق المتوسط تحولات هامة أدت إلى تصاعد التوتر بشكل كبير. وفي خضم هذه التطورات، هدّد الكيان الصهيوني بشن عدوانه على لبنان، مما جعل المنطقة على أعتاب حرب جديدة. ولكن من جهة أخرى، حذّرت الولايات المتحدة الكيان الصهيوني من القيام بعملية عسكرية.
ورداً على هذه التهديدات أعلن حزب الله اللبناني استعداده التام لمواجهة أي حرب محتملة، كما حذّر الحزب دولة قبرص من أنها ستواجه هجمات انتقامية إذا قدّمت أي مساعدة عسكرية لدولة الاحتلال الإسرائيلي. وتسعى قبرص جاهدة لتبرئة نفسها من هذه الاتهامات.
كذلك حذرت إيران الكيان الصهيوني من أن أي خطوة غير مدروسة من قبل هذا الكيان يمكن أن تجر المنطقة إلى حرب جديدة، حيث خلقت هذه التوترات أجواءاً من الترقب والقلق في المنطقة.
وفي سلسلة من الأحداث، قامت قوى المقاومة في العراق وسوريا ولبنان والضفة الغربية وغزة واليمن بالرد على كيان الإحتلال، وتعد عمليات المقاومة في جنوب لبنان الحلقة الأكثر ضررًا بجيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تقضّ مضاجع مسؤولي تل أبيب، حيث أدت هذه العمليات إلى نزوح حوالي 250 ألف مستوطن صهيوني من منطقة الجليل في شمال فلسطين المحتلة إلى المناطق الوسطى.
وألحقّت عمليات حزب الله ضد مراكز وتحصينات العدو خسائر فادحة في صفوف جيش الاحتلال الإسرائيلي. ومع ذلك، يحاول هذه الكيان الغاصب دائماً التستر على هذه الخسائر. ووصلت حدة الهجمات وخسائرها إلى حدّ دفع بعض الزعماء السياسيين والعسكريين في دولة الاحتلال الإسرائيلي إلى المطالبة بشن عدوان على لبنان وتدمير حزب الله وبناه التحتية. وقد أرسلت الولايات المتحدة، التي تُدرك خطر هذا العمل الإسرائيلي المحتمل، مبعوثها الخاص إلى لبنان “آموس هوكشتاين” إلى المنطقة.
وصل هوكشتاين إلى تل أبيب يوم الإثنين الماضي، وبعد محادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، توجه في اليوم التالي إلى بيروت، حيث التقى برئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وحذّر هوكشتاين من أن إسرائيل ستشنّ هجومًا واسع النطاق على لبنان إذا استمرت هجمات حزب الله ضد إسرائيل. وردّ عليه المسؤولون اللبنانيون بأنّ العمليات في جنوب لبنان مرتبطة بالحرب في غزة، وأنّ إسرائيل إذا أوقفت حربها في غزة، فإنّ العمليات في جنوب لبنان ستتوقف أيضاً. ولكن في حال استمرار الحرب، ستستمرّ العمليات في جنوب لبنان، ولا يمكن لأحد وقفها.