الكاتب: إدوارد هانت
المصدر: موقع (FPIF) “Foreign Policy in Focus”
جهود إدارة بايدن لتطبيع العلاقات بين “إسرائيل” والمملكة العربية السعودية قد تجعل من المستحيل على الفلسطينيين إقامة دولة قابلة للحياة.
في الوقت الذي تواصل فيه “إسرائيل” حصارها العسكري على قطاع غزة، تحاول الولايات المتحدة إستغلال الوضع الراهن لترسيخ قوتها ونفوذها في منطقة الشرق الأوسط، فبدلاً من سعيها إلى إيجاد حل طويل الأمد للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، تعطي الولايات المتحدة الأولوية لهدفها القديم المتمثل في تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية.
وبينما تتطلب هكذا صفقة تهدئة الوضع في غزة لإشراك المملكة العربية السعودية في إبرامها، نجد أن الولايات المتحدة تزيد من تهميشها للفلسطينيين، وفي ذات الوقت تعمل على دمج إسرائيل بشكل أكثر إحكاماً في شبكتها الإقليمية من التحالفات والشراكات.
في هذا السياق، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكن للكونغرس الشهر الماضي، في معرض إشارته لصفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل: “أعتقد أننا وصلنا إلى مرحلة أصبحت فيها الاتفاقيات الضرورية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية في متناول اليد”.
النهج الأمريكي
على مدى عقود، فرضت الولايات المتحدة نفوذها وهيمنتها على منطقة الشرق الأوسط. وقد تمثل مفتاح الهيمنة الأميركية بشبكة التحالفات والشراكات التي تقودها الولايات المتحدة والتي تشمل كلاً من إسرائيل ودول عربية بما يمكّنها من نشر عشرات الآلاف من الجنود في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وإرسال قوّات إضافية بسرعة إلى المنطقة عند الحاجة إليها. وقد وصف وزير الدفاع لويد أوستن هذه الشبكة من التحالفات بأنها “ميزة استراتيجية كبيرة وفريدة ومنقطعة النظير” للولايات المتحدة.
وعلى الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين يتفاخرون بقوة نفوذهم تلك، إلا أن نهجهم هذا كان مصدراً رئيسياً لعدم الاستقرار في المنطقة، خاصةً ما يتعلق بالعلاقات بين إسرائيل والدول العربية. فمنذ تأسيس إسرائيل والنكبة للفلسطينيين في عام 1948، رفضت العديد من الدول العربية الإعتراف بإسرائيل، وخاضت ضدها عدداً من الحروب.
في ضوء ذلك فضّل المجتمع الدولي مبدأ حل الدولتيّن، الذي من شأنه أن يؤدي إلى قيام دولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل، إلاّ أن الولايات المتحدة عارضت هذه الفكرة عملياً، حتى وإن دعمتها ظاهرياً في الخطاب السياسي.
ومن خلال تركيزها على جهود الحفاظ على شبكتها الإقليمية، سعت الولايات المتحدة إلى إبرام صفقات ثنائية مع الدول العربية المستعدة لإقامة علاقات سلمية مع إسرائيل. وبحلول نهاية القرن العشرين، لعبت واشنطن دوراً مركزياً في التوسط لعقد إتفاقيات بين إسرائيل وكلاًّ من مصر والأردن، وكلاهما يتلقى الآن مساعدات أمريكية اقتصادية وعسكرية على نطاق واسع.