الباحث والكاتب: حيدر الخفاجي
إنَّ الترابط والتأثير القائم بين أبعاد السياسة العامة يؤدي إلى تعزيز ونجاح السياسة، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى ضعف وانهيار سياسة ما أو نظام الحكم بأكمله. يصبح هذا التأثير واضحًا بشكل خاص في الترابط الوثيق بين القدرة العسكرية والسياسة الاقتصادية والسياسة الخارجية.
عند تعريف المصالح الاستراتيجية، يجب أخذ مجموعة من العوامل بعين الاعتبار، مثل: القوة العسكرية، والقدرة الاقتصادية، والقدرة الدبلوماسية. يساعد تقييم هذه العوامل على فهم كيفية اكتساب وتعزيز وعرض القوة في النظام العالمي. وتُصبح هذه الركائز الاستراتيجية فعّالةً عندما تتكامل ويعزّز بعضها الآخر.
تتألف السياسة الخارجية من ثلاثة مستويات هي المفهوم والمضمون والتنفيذ، تتشكل جميعها من خلال الرؤية الخارجية الواقعية إلى حد ما.
لذا فإنَّ التركيز على بعدٍ واحد فقط في صياغة السياسة الخارجية، مثل الاعتماد على قدرة الدبلوماسية دون الالتفات إلى أبعادٍ مهمة أخرى مثل القدرات العسكرية والاقتصادية، لا يُمكن أن يُؤدي إلى سياسة خارجية فعّالة وقادرة على تحقيق المصالح الاستراتيجية.
فالمصالح الاستراتيجیة لأي دولة فاعلة في العصر الحالي تنبثق من سياسة ذكية وتوازن بين قدرات عسكرية واقتصادية يتم عرضها في النظام العالمي. في ذات السياق لا ينفصل الاقتصاد عن الدبلوماسية، لأن السياسة الخارجية تتطلب تضافر جهود مجالات القوة الأخرى وتعزيزها، مما يجعلها عمقًا استراتيجيًا للاعب السياسي.
إنَّ الوضع الحالي في الشرق الاوسط والحروب المُدارة المحدودة التي أدت إلى حالة من الفوضى في المنطقة، وضعت جميع اللاعبين من الدول، المجموعات، المنظمات في حالة حرب، مما يشكل ضررًا كبيرًا وخطرًا على اقتصاد بعض اللاعبين في المنطقة خاصة العراق. وفي مثل هذه الظروف، فأن حدوث مواجهة عسكرية جديدة ستكون بمثابة تهديد خطير للاقتصاد العراقي.
يمكن تحليل هذه العملية (للترابط المتبادل بين القوة العسكرية والقوة الاقتصادية) في المحاور التالية:
المحور الأول: عدم التوازن بين القوة العسكرية والقدرة الاقتصادية:
لقد اعتمد العراق في سياستة الخارجية خلال العقود القليلة الماضية وبشكل كبير على القوة العسكرية من خلال الردع العسكري. أن مثل هذا النهج في السياسة الخارجية والذي يركز بشكل مطلق على القوة العسكرية، قد تجاهل السياسة الاقتصادية للعراق في النظام العالمي والمنافسة الاستراتيجية دولياً.
المقال باللغة الأنكليزية: The interdependence between military might and economic power and its impact on Iraqi politics