الكاتب: أُميد شكري – محلل شؤون الطاقة
المصدر: القسم الفارسي في موقع قناة BBC
تاریخ نشر المقال بلغته الأصلية: 25 نيسان/ أبريل 2024
تعتزم بغداد تحويل ميناء الفاو بسرعة إلى محور عبور اقتصادي في الشرق الأوسط من خلال الاستثمار بكثافة في تنمية جنوب البلاد.
بعد مرور أكثر من عشرين عاماً على سقوط نظام صدّام حسين، لم تتمكن الحكومة العراقية بعد من إرساء الاستقرار والأمن بشكل كامل في هذا البلد. وعلى الرغم من أن العراق قد جنى في العامين الماضيين أكثر من 200 مليار دولار من ارتفاع أسعار النفط، بيد أنَّ مشاريع البنية التحتية في هذا البلد في قطّاع المواصلات والطاقة تواجه العديد من التحديات.
تُعد ممرات النقل إحدى الأدوات المهمة في خلق الاستقرار والأمن الإقليميَين، ولهذا السبب تحاول الحكومة العراقية الإفادة من مشاريع النقل والمواصلات بعد تطبيع العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، بحيث تصبح بغداد نقطة للتقارب بدلاً من منطقة للتنافس والتوتر.
مسار النقل المزمَع إنشاؤه في مشروع «طريق التنمية»
تعتزم بغداد تحويل ميناء الفاو بسرعة إلى محور عبور اقتصادي في الشرق الأوسط من خلال الاستثمار بكثافة في تنمية جنوب البلاد، والذي يساهم في تحقيق أزيد من 90% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
ويأتي استثمار العراق لتأهيل ميناء الفاو، وربط خط سكة الحديد العراقي – التركي، والقناة الجافة، ضمن جزءٍ من مشروع «طريق التنمية» بتكلفة 17 مليار دولار؛ وإن استكمال مشروع «طريق التنمية» من شأنه أن يجعل العراق شريكاً برياً وبحرياً للصين في المشروع الصيني العملاق المتمثل بـ«طريق واحد، حزام واحد».
يتضمن مشروع «طريق التنمية» مسارَين: أحدهما بَريٌّ والآخر لِسكك الحديد، ويبلغ طولهما 1200 كيلومتر، ويربطان جنوب تركيا بدءاً من نقطة فيشخابور الحدودية بكردستان العراق، مروراً بالبصرة – ميناء الفاو جنوب العراق ومن ثمّ بالخليج العربي. وسيكون هذا هو الطريق الأقرب والأسرع الذي يربط أوروبا بالخليج، والذي يمرّ عبر أراضي تركيا والعراق.
توقيع مذكرة تفاهم بين أربعة بلدان لمشروع «طريق التنمية»
خلال زيارة الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان إلى بغداد، وقّع مسؤولون من أربع دول (العراق وتركيا والإمارات وقطر)، مذكرة تفاهم لإنشاء طريق النقل الموسوم بـ«طريق التنمية». وبحسب وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، فإنَّ إنجاز مشروع «طريق التنمية» سيختصر عملية نقل البضائع بمقدار 25 يوماً.
وفي الوقت الراهن يستغرق مرور السفن عبر قناة السويس 35 يوماً، وأزيد من 45 يوماً من جنوب إفريقيا، لكن في حالة الانتهاء من إنشاء مشروع «طريق التنمية»، ستنخفض هذه المدة إلى 25 يوماً.