المصدر : موقع الدبلوماسية الإيرانية
الكاتب: إسماعيل فروغي (صحفي وروائي ومقدم سابق في التلفزيون الوطني الأفغاني).
طهران تدعو تل أبيب للمبارزة
بعد العدوان الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في سوريا، والرد الإيراني المتمثل في الغارات الصاروخية والطائرات بدون طيار الإيرانية واسعة النطاق التي شنّتها إيران على إسرائيل، وبالمقابل الهجمات غير المؤكدة لإسرائيل على مدينة أصفهان الإيرانية، وصلت نار الأزمة والتوترات في الشرق الأوسط إلى مستوى خطير للغاية، بحيث إذا لم يتم احتواؤها والسيطرة عليها، فإن ألسنة لهبها الحارقة ستلتهم المنطقة بأكملها.
فحتى قبل ثلاثة أسابيع، كانت إيران تتسامح مع أي هجمات مهينة تشنها إسرائيل، ولم ترد عسكرياً على تلك الهجمات إلاّ من خلال قواتها المتحالفة معها في المنطقة، ولكن هذه المرة، هاجمت إيران إسرائيل بشكل مباشر ومن أراضيها لأول مرة، مستخدمةً صواريخ وطائرات بدون طيار على نطاق واسع، بما يعنيه ذلك من دعوة إسرائيل إلى معركة ومواجهة وجهًا لوجه.
وبهذا الهجوم المباشر، أرادت إيران أن تُبلّغ إسرائيل وداعميها الأميركيين والغربيين بأنها لم تعد قادرة على تحمل كل هذه العمليات الإيذائية، وأنها لن تترك اغتيال علماءها النوويين والعشرات من كبار قادتها العسكريين، والهجوم المباشر الذي حصل مؤخرًا على سفارتها، والذي تسبب في مقتل سبعة من كبار مستشاريها الاقتصاديين، دون أي رد حاسم.
لقد وضعت إيران حدًا لسياسة الصبر الاستراتيجي التي كانت تنتهجها، ومن خلال إطلاق العشرات من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية والطائرات الحربية بدون طيار في وقت واحد، أرادت الرد بحزم على جميع الاعتداءات الإسرائيلية، وكسر جميع المحظورات، والسخرية بمهارة من كل الاستنتاجات الخاطئة التي توصلت إليها إسرائيل والولايات المتحدة فيما يتعلق بشجاعة إيران وقدراتها على مرّ السنين.
لقد سعت إيران لتحقيق الأهداف التالية من خلال هذا الهجوم الصاروخي الموسع:
1- أرادت إيران بهذا الهجوم القوي، تعزيز صورتها التي كانت قد ضعفت محليًا وإقليميًا ودوليًا.
2- أرادت إيصال رسالة إلى إسرائيل وداعميها الأمريكيين مفادها أنَّ إيران اليوم ليست إيران قبل أربعين عامًا، وأنَّها تمتلك القدرة على ضرب أعدائها من مسافة ألفيّ كيلومتر بصواريخ باليستية من صنعها الخاص.
3- وبهذا الهجوم العاصف، أوضحت إيران لإسرائيل أنَّها كلما هاجمت أي قنصلية مرة أخرى، فإنَّها ستتلقى ردا أكثر صرامة.