الكاتبة: نعومي كلاين
المصدر: صحيفة الغارديان البريطانية
26 نيسان 2024
تكتب أستاذة العدالة المناخية في جامعة كولومبيا البريطانية، نعومي كلاين، مقالاً تتنصل فيه، كيهودية، من الصهيونية، التي ترتكب الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، وتعتبر أنها تحولت إلى صنم زائف استخدم اليهودية لتبرير كل ممارساته الشاذة.
تدعو كلاين في مقالها يهود العالم إلى جعل الاحتفال بعيد الفصح اليهودي مناسبة لسفر خروج جديد، ولكن هذه المرة سفر خروج من الصهيونية التي ترى انها تهدد قيم الديانة اليهودية في الصميم.
***
كنت أفكر في النبي موسى وغضبه، عندما نزل من الجبل ليجد بني إسرائيل يعبدون عجلاً ذهبياً..
ما أريد أن أقوله لكم الليلة، في مأدبتنا الثورية والتاريخية في الشوارع بمناسبة عيد الفصح، هو أن الكثير من أبناء شعبنا (اليهودي) يعبدون صنما زائفا مرة أخرى لقد انخدعوا بسحره، وأغرموا بخمره، وتلطخوا برجسه.
وهذا الصنم الزائف يُعرف بإسم الصهيونية..
الصهيونية صنم زائف أخذ فكرة أرض الميعاد الموعودة وحولها إلى صك بيع لدولة عرقية عسكرية.
إنها صنم زائف يأخذ أعمق قصصنا التوراتية عن العدالة والتحرر من العبودية، قصة عيد الفصح بحد ذاتها، ويحولها إلى أسلحة وحشية للسرقة الاستعمارية للأراضي، وخرائط طريق للتطهير العرقي والإبادة الجماعية.
إنّ صيغة التحرر التي تطرحها الصهيونية السياسية هي في حد ذاتها دنيئة. فمنذ البدء، تطلّب الأمر الطرد الجماعي للفلسطينيين من منازلهم وأراضي أجدادهم خلال النكبة عام 1948.
منذ البدء، أنتجت الصهيونية السياسية نوعاً زائفاً غير عاديّ من الحرية يصوّر الأطفال الفلسطينيين على أنّهم ليسوا بشراً بل تهديداً ديموغرافياً لها، تماماً كما تصرّف فرعون في سفر الخروج خشيةً من تنامي عدد السكان الإسرائيليين، فأمر بقتل أبنائهم.
لقد أوصلتنا الصهيونية إلى اللحظة الراهنة للكارثة، وقد حان الوقت لنقول بوضوح إنّها لطالما كانت تقودنا إلى هذه اللحظة الكارثية.